أخبار | السودان الحرة
أثارت التقارير الإعلامية والاستخباراتية الموثقة التي تثبت تورط دول عدّة ومرتزقة أوكران وكولومبيين وأفارقة، في الحرب بالسودان الغضب في الداخل السوداني والذي تجلى بردود فعل رسمية وشعبية ومطالبات بمحاكمة المتورطين.
ولم تقتصر ردود الفعل على التدخل الأجنبي بشؤون الدول الأفريقية على السودان فقط، بل تعداه لعدّة دول أفريقية أبرزها دول الساحل، ووفقاً لبعض الخبراء والمراقبين فإن التدخل الخارجي لعب دوراً كبيراً بإطالة أمد الحرب في السودان وسقوط آلاف الضحايا من المدنيين، وإحباط أي حل سياسي للأزمة.
في سياق متصل، وتعليقاً على ملف مشاركة مرتزقة أجانب بالقتال في السودان إلى جانب ميليشيا الدعم السريع، قال موسى هلال رئيس مجلس الصحوة الثوري السوداني: “قمنا في مجلس الصحوة الثوري السوداني ومن منطلق حرصنا على حقوق الشعب السوداني ورفضنا لكل أشكال التدخل الأجنبي والأجندات التي جاء بها المتمردون في قوات الدعم السريع بتوجيه مناشدة الى المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق بكل أشكال التواجد الأجنبي والارتزاق، وسنعمل بكل الطرق لتطهير السودان من كل هذه المظاهر التي عاثت فسادًا في السودان لتحقيق أجندات جهات يعلمها الجميع”.
وأضاف هلال: “قامت بالأمس القوات المسلحة بتطهير مدينة الفاشر من بعض المرتزقة من كولومبيا وأوكرانيا، وهذا ما نتحدث عنه في مناشدتنا للمحكمة الجنائية الدولية، فالتواجد الأجنبي خصوصًا على جبهة الفاشر الصامدة في وجه العدوان، وبمجال الطائرات المسيرة سواء في التحكم والإدارة أو التدريب، أصبح لا يطاق والدلائل والشواهد عليه أصبحت واضحة للجميع وليست سرًا”. مشيراً إلى أنه، يجب على مؤسسات المجتمع الدولي وخصوصًا المحكمة الجنائية القيام بدورها لضمان حقوق الشعب السوداني من انتهاكات وتجاوزات بعض الدول أو الجهات التي ترسل مرتزقة للقتال في السودان.
وكان مجلس الصحوة الثوري السوداني في وقت سابق قد تقدم بطلب عاجل للتحقيق في تجنيد المرتزقة الأجانب في السودان وتوجيه الاتهام للمتورطين، مطالباً بفتح تحقيق عاجل وشامل فيما يخص هذا الملف، وتوجيه تهم رسمية لكل المتورطين والمشاركين في عمليات تجنيد وتمويل ونقل وتوظيف المرتزقة، سواءً أكانوا أفراداً أم قادة عسكريين في الدعم السريع، أم جهات ودولاً ترسلهم، ومساءلة الجهات الأمنية والعسكرية وأي جهات أخرى تثبت تورطها في هذه العمليات التي تنتهك مبادئ القانون الدولي.
مقتل مرتزقة كولومبيين وأوكران بالفاشر إثر ضربات جوية نفذها الجيش السوداني
في سياق ذو صلة، وبعد ساعات قليلة على بيان مجلس الصحوة الثوري الموجه لمحكمة الجنايات الدولية، شن الجيش السوداني سلسلة من الغارات الجوية على مناطق واسعة في كردفان ودارفور في 30 سبتمبر الماضي، مستهدفاً مراكز وتجمعات ميليشيات الدعم السريع والمرتزقة الأجانب.
وبحسب مصادر عسكرية بالجيش السوداني فقد أسفرت الغارات عن مقتل 47 عنصراً الميليشيات بينهم 22 مقاتلاً من المرتزقة الأجانب، بالإضافة لتدمير عدد كبير من آلياتهم وعتادهم.
وبحسب الرقيب أول في الفرقة السادسة للجيش آسيا الخليفة، تمكنت قوات الجيش العاملة في الفاشر من إلحاق خسائر كبيرة بميليشيا الدعم السريع بعد نصب كمين محكم أدى إلى هلاك عدد كبير من المرتزقة الأجانب من بينهم كولومبيين وأوكرانيين.
ووفقاً لخليفة، فإن “المرتزقة الأجانب كانوا قد تسللوا إلى بعض أحياء المدينة والمباني العالية، وكان بعضهم مهندسين في مجال المسيرات والمنظومات، فيما أُرسلوا قناصة لتتمركز داخل المدينة، لكن قوات الجيش كانت لهم بالمرصاد وتمت مكافحتهم بنجاح”.
وبعد سيطرة الجيش السوداني على الكثير من النقاط التابعة للدعم السريع في العاصمة الخرطوم ومحيطها نهاية عام 2024، تم اكتشاف العديد من مخازن الأسلحة التابعة للدعم السريع والتي تحوي على أسلحة أجنبية ومسيّرات مقدمة من أوكرانيا، بعد المعارك في محور “ود الحداد”.
وبحسب الصحفي عبد الماجد عبد الحميد، فقد شارك مرتزقة أوكران استأجرتهم للقتال في الفاشر إلى جانب ميليشيا الدعم السريع.
وسبق أن كشفت صحيفة (السوداني)، العديد من المعلومات في تقارير سابقة عن مشاركة مرتزقة وخبراء أوكران في الحرب بالسودان.
الحكومة السودانية تطالب المجتمع الدولي بوقف تدفق السلاح والمرتزقة للميليشيات
وفي وقت سابق كان رئيس الوزراء السوداني كامل ادريس، في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة قد طالب المجتمع الدولي بالعمل على وقف تدفقات الأسلحة الفتاكة المتطورة لمليشيا الدعم السريع الإرهابية وإدانتها وتجريمها وتصنيفها مجموعة إرهابية ووقف تدفقات المرتزقة”.
وأشار ادريس في كلمته، إلى أن انتهاك القرار 1591 الذي بموجبه تم فرض حظر توريد السلاح للسودان وحظر السفر على من يعرقلون عملية السلام، “يهدد باستمرار الحرب، وإطالة أمدها، ومعاناة المدنيين، ويقلّل من فرص التوصل للسلام ويهدد سلامة ووحدة واستقرار السودان والمنطقة بأسرها”.
وأكد ادريس، بأن “تفاقم جرائم الإبادة الجماعية والعدوان وتوظيف المرتزقة الأجانب لاحتلال أراضي الدول وذبح الشعوب ازدراء بميثاق الأمم وانتهاك للقانون الدولي كما يحدث الآن في بلادي”.