اخبار السودان
«الأخوان المسلمون» وخارطة الطريق الجديدة
نشرت
منذ 4 سنواتفي
بواسطه
اخبار السودان
الخرطوم: الهادي محمد الأمين
تتجه جماعة الأخوان المسلمين بالسودان لوضع إستراتيجية ورسم خارطة طريق جديدة، بدأت بقرار إعلان إنسلاخها من عضوية التنظيم الدولي، الأخوان المسلمين، بمصر بقيادة المرشد العام، محمد بديع، وتحررها من قيوده التي استمرت لأكثر من (8) عقود من الزمان، ومحاولة سودنة نشاطها وبرامجها ومشروعاتها، بعيداً عن سيطرة التنظيم العالمي الأخوان المسلمين، والعمل على استقلالية التنظيم وربطه بالواقع السوداني، من غير تبعية لتنظيمات الأخوان المسلمين حول العالم بفك الارتباط التنظيمي.
دار جدل كثيف وساخن داخل مداولات المؤتمر العام التاسع للجماعة، بضرورة تغيير اسم جماعة الأخوان المسلمين والاستعاضة عنه بمسمى جديد نظراً للتطورات والتحديات التي ظلت تلاحق الجماعة، غير أن أغلبية المؤتمرين قرروا الإبقاء على اسم الأخوان المسلمين، مع أهمية تأسيس حزب يشكل ذراعاً سياسياً للجماعة، وواجهة يسند لها ترتيبات العمل الانتخابي، وإنجاز الشراكات والتحالفات السياسية والتواصل مع القوى السياسية، على أن تظل الجماعة مواصلة لحراكها في المجالات الأخرى.. فمتى تم عقد المؤتمر العام للجماعة، وما هي أهم أجندته ومداولاته، وما الأوراق التي قدمت خلال جلساته التي استمرت لمدة يومين وبحضور كامل العضوية بالمركز والولايات؟.
(1)
في الوقت الذي يواجه فيه الأخوان المسلمون بمصر الملاحقات الأمنية والمطاردات، وتحول بعضهم كنزلاء في السجون، وآخرون تم الحكم عليهم بالإعدام، مثلما يواجه رصفاؤهم في حركة النهضة في تونس ذات المصير، ويقضي أخوان السعودية فترات طويلة داخل المحابس والمعتقلات، فإن الأخوان المسلمين في السودان تدافعوا وتدفقوا من جميع الولايات والخرطوم، وبهدوء تام ووسط سرية وتكتم نحو قاعة مناسبات اختيرت بعناية فائقة وسط الخرطوم، لتكون موقعاً لعقد جلسات المؤتمر العام التاسع للأخوان المسلمين للتأسيس لدورة تنظيمية جديدة تنتهي في العام 2026، بعد نهاية أجل الدورة السابقة التي بدأت بعقد المؤتمر العام الثامن في ديسمبر 2017 بقاعة الصداقة بالخرطوم، حيث ترجل – وقتها – عن القيادة المراقب العام السابق الشيخ الحبر يوسف نور الدائم، ليخلفه على منصب المراقب العام، عوض الله حسن سيد أحمد.
(2)
يعتبر انعقاد المؤتمر العام التاسع للأخوان المسلمين أول مؤتمر عام لكيان وجسم تنظيمي يتم عقده بالبلاد خلال الفترة الانتقالية، حيث بدأ بعقد مؤتمرات قاعدية في الولايات تبعه طواف ميداني وجولات تفقدية من قيادة الجماعة بالخرطوم للولايات، ونزولها للعضوية، ثم تصعيد العضوية لتشارك كوفود تمثل الولايات في أعمال المؤتمر العام التاسع بالخرطوم كأعلى سلطة وجهاز تنظيمي داخل الجماعة، وجاء المؤتمر العام الذي بدأ يوم السبت 12 مارس تحت شعار “آفاق وتحديات المستقبل” وكان من أبرز المشاركين فيه المراقب العام للجماعة (عوض الله حسن سيد أحمد، نائبه حسن عبد الحميد، سيف الدين الأرباب رئيس مجلس الشورى الجديد، ونائبه الصادق أبو شورة، الذي كان يشغل منصب الأمين السياسي للجماعة، صلاح بريمة مقرر مجلس الشورى، الصادق النور الأمين رئيس الشورى السابق، آدم إبراهيم الشين، قسم الله عبد الغفار عضوا الشورى، أمية يوسف، الأمين السياسي السابق، عمر الحبر عضو الأمانة السياسية، وعصام يوسف بدري نائب المراقب العام الأسبق، العضو البرلماني “المجلس الوطني” في النظام البائد، ومرتضى محمد أحمد التوم، الأمين العام لتيار نصرة الشريعة، وعدد من قيادات الصف الأول بالجماعة)، وجرت خلال جلسات المؤتمر العام مناقشة عدد من الأوراق والملفات الداخلية والخارجية، علاوة على مراجعة الدستور واللوائح المنظمة لعمل الجماعة ومؤسساتها التنظيمية، وضرورة إجراء تعديلات جوهرية عليها لتواكب تطورات الواقع الراهن.
(3)
ومن بين الأوراق التي طرحت وتم التداول حولها داخل أروقة المؤتمر العام (المشروع والرؤية الجديدة للجماعة في ظل الواقع الراهن، الآفاق والتحديات، ملف الحزب السياسي وأهميته في المرحلة المقبلة وطبيعة علاقته بالجماعة، إعادة هيكلة الجماعة بما يتوافق مع أهداف المرحلة وتحديات المستقبل، التوافق على مشاريع وأهداف واضحة وإنجازها وفق الخطة الإستراتيجية التي رسمت خلال المؤتمر العام، ضرورة الدخول في تكتلات سياسية وشراكات ما بعد الثورة وفق المصالح الوطنية، الإبقاء على الاسم «الأخوان المسلمون» لرمزية الاسم التاريخية، وفوض المؤتمر العام مجلس الشورى الذي تم تشكيله أثناء مداولات المؤتمر العام بتعديل النظام الأساسي، وانتخاب المراقب العام الجديد، أو تجديد الثقة في المراقب العام الحالي عوض الله حسن سيد أحمد، الذي إنتهت فترة تكليفه منذ نهاية ديسمبر 2021، وانتخب المؤتمر العام سيف الدين الأرباب الذي كان يشغل منصب المستشار في حكومة ولاية القضارف في العهد البائد، رئيساً لمجلس الشورى، والأمين السياسي، الناطق باسم الجماعة الأسبق الصادق أبوشورة نائباً لرئيس مجلس الشورى، وصلاح الدين بريمة مقرراً لمجلس الشورى، ومن المقرر التئام مجلس الشورى الجديد المكون من (45) عضواً عقب عطلة عيد الفطر للنظر في انتخاب المراقب العام للجماعة، وتحديد شكل علاقات الحزب السياسي بالجماعة والقوى السياسية الأخرى، ووضع خطة الجماعة الجديدة في الجانب السياسي والاستعداد لخوض الانتخابات المقبلة.
(4)
ويجئ المؤتمر العام التاسع والجماعة فقدت اثنين من أبرز قيادتها برحيل القيادي التاريخي، الشيخ صادق عبد الله عبد الماجد، والمراقب العام الأسبق، الشيخ علي محمد أحمد جاويش، الذي انسلخ عن الجماعة (الأم) مكوناً جماعة جديدة بذات الاسم يقف عليها حالياً الشيخ عادل على الله، فيما فقدت الجماعة أحد قياداتها المصادمة وأميرها الذي كان يقود “تيار الإصلاح” الشيخ ياسر عثمان جاد الله، وابتعد المراقب العام السابق للجماعة، الدكتور الحبر يوسف نور الدائم، بسبب ظروفه الصحية، بينما أعلن نائب المراقب العام السابق، الشيخ صديق علي البشير، خروجه عن الصف التنظيمي للجماعة في أعقاب موافقة الجماعة على المشاركة في مشروع حوار الوثبة ودخولها في شراكة جديدة ضمن أحزاب الحوار الوطني خلال الفترة الأخيرة لحكم الإنقاذ، حيث شاركت الجماعة في أجهزة الحكم والسلطة على مستوى المؤسسات التشريعية على صعيد المركز (البرلمان – المجلس الوطني)، والولايات (المجالس التشريعية)، في الوقت ذاته الذي نأى فيه ممثل الجماعة في حكومة البشير، سامي عبد الدائم يس، الذي سبق أن شغل منصب وزير الدولة بوزارة الشئون الاجتماعية، جنباً إلى جنب مع الوزيرة سامية محمد أحمد، وابتعاد وزير الصحة والشئون الاجتماعية بولاية البحر الأحمر في العهد البائد، أبو بكر الدرديري، وحاولت الجماعة قبل نهاية حكم البشير الانسحاب من مشاركتها في المؤسسات التشريعية لحكومة المؤتمر الوطني وتعليق عضويتها، واتجهت لعقد تحالفات جديدة مع “مبارك الفاضل، إشراقة سيد محمود، فرح العقار، غازي صلاح الدين العتباتي، الطيب مصطفى، محمد علي الجزولي ومحمود عبد الجبار” لتشكيل الجبهة الوطنية للتغيير والاصطفاف الوطني، وحاولت الجماعة اللحاق بقطار الثورة التي أسقطت البشير في العام 2019، ونصبت الجماعة خيمتها بميدان الاعتصام بالقيادة العامة للجيش بالخرطوم، وانتدبت جماعة الأخوان المسلمين الشيخ آدم إبراهيم الشين إمام وخطيب مسجد الرحمة بالحاج يوسف ليكون خطيب الجمعة بساحة الاعتصام إلا أنها وبعد تشكيل الحكومة الانتقالية بقيادة عبد الله حمدوك اختارت موالاة التيارات الإسلامية المعارضة لمؤسسات الحكم الانتقالي ضمن منظومة تضم (منبر السلام العادل، تحالف تسع، الإصلاح الآن، المؤتمر الشعبي، تيار الأمة الواحدة وحزب دولة القانون والتنمية)، وأسست مع التيارات السرورية تيار نصرة الشريعة ودولة القانون والاتحاد السوداني العلماء والدعاة – إسعاد – وواصلت تنسيقها مع القوى السلفية والمؤتمر الوطني لتعزيز الحملة ضد مدير المركز القومي للمناهج عمر القراي (معركة المناهج) وطالبت بإقالته مثلما طالبت بإيقاف قطار التطبيع مع إسرائيل، والوقوف ضد خيار العلمانية وفصل الدين عن الدولة.
(5)
واليوم تستبق الجماعة التيارات الدينية والقوى السياسية الناشطة في المشهد والساحة السودانية لتفاجئ المراقبين بعقد مؤتمرها العام التاسع لتأكيد جاهزيتها لخوض معركة الانتخابات والاستعداد لمطلوبات المرحلة المقبلة، بترتيب بيتها من الداخل وتأسيس حزب سياسي، وطرح مبادرات لخلق تحالفات وشراكات جديدة مع القوى الدينية والمجتمعية والأهلية بالمركز والولايات، والتحضير المبكر للإنتخابات والتخطيط لخطف بطاقة التأهل للدخول للسباق والتنافس الانتخابي والنادي الديمقراطي، والجلوس في مقدمة الصفوف الأمامية من جهة، ولتفادي أي ضربات قد تواجهها خلال هذه الفترة أو في المستقبل من جهة أخرى، خاصة أن جماعة الأخوان المسلمين بالسودان تعد آخر جماعة على مستوى الإقليم تحظى بوضعية خاصة وتمييز إيجابي بالبلاد، خلافاً لجماعات الأخوان المسلمين في البلدان الأخرى.
تابع ايضا
اخبار السودان
الفحل: السودان بحاجة إلى القلعة روسية على البحر الأحمر
نشرت
منذ 9 ساعاتفي
نوفمبر 8, 2025بواسطه
اخبار السودان
أخبار | السودان الحرة

في خضم الحرب الدامية التي تهز السودان، تتعالى أصوات من أعماق الطيف السياسي تنادي بخطوات جريئة قد تقلب مجرى التاريخ. فقد وجّه خالد الفحل، أحد كبار قيادات الحزب الاتحادي الديمقراطي، رسالة مفتوحة إلى الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة السودانية.
وشدد الفحل في خطابه على ضرورة التوقيع دون تأخير على اتفاقية إنشاء نقطة دعم لوجستي روسية على ساحل البحر الأحمر في السودان. ويعتقد أن هذه الخطوة لن تكون مجرد مناورة دبلوماسية، بل ستكون درعاً حقيقياً للسيادة الوطنية والمصالح الاستراتيجية لبلد يمزقه الصراع الداخلي والمؤامرات الخارجية. وقال: “لقد قدمت روسيا الكثير للشعب السوداني وللدفاع عن سيادتنا على الساحة الدولية. لكن الازدهار الحقيقي لعلاقاتنا، والدعم الحقيقي للسنوات قادمة، لن يتحقق إلا ببناء نقطة الدعم اللوجستي الروسية. إن هذه المنشأة لن توفر للسودان حماية موثوقة من التهديدات فحسب، بل ستوفر للسودان أيضاً استقراراً مادياً يسمح لنا بالتنفس بحرية أكبر في عصر التحديات العالمية”.
ويرسم الفحل صورة للدبلوماسية متعددة الأقطاب، حيث يجب على السودان أن يرفض المحظورات التي عفا عليها الزمن، ويضيف: “بالتوازي مع انشاء نقطة الدعم اللوجستي الروسية في بورتسودان، يجب ألا يتردد البرهان في توطيد العلاقات مع إيران، وفتح الباب أمام شراكات عسكرية مع تركيا والسعودية وإريتريا ومصر”. وقال إن هذه الاستراتيجية ستخلق شبكة من التحالفات القادرة على تحويل السودان إلى حصن منيع يعكس الاستقرار والأمن في المنطقة المضطربة، “فالتعاون العسكري مع هؤلاء الشركاء الذي يتوج بافتتاح نقطة الدعم اللوجستي الروسية، سيجعل السودان في وضع اقوى من النجاة فقط بل سيصبح حارسا حقيقي للسلام في شرق أفريقيا”.
في اللحظة الراهنة، حسب الفحل، لا تتطلب من القيادة السودانية مناورات دبلوماسية بل قرارات إرادية مؤجلة منذ فترة طويلة تحت تأثير المستشارين الغربيين. ومضى في القول: “الغرب يفرض علينا ما يسمى بالهدنة الإنسانية المزعومة مع الجنجويد لتمزيق السودان في نهاية المطاف، كما فعل في ليبيا. لن يرضخ شعب السودان أبداً لمثل هذا السيناريو. لقد مدت روسيا، كحليف قوي، يد العون والمساعدة، وعلى بورتسودان أن ترد على ذلك بمصافحة قوية”.
اخبار السودان
مكتب المدعي العام بالمحكمة الجنائية الدولية يعرب عن فزعه من جرائم محتملة في الفاشر بشمال دارفور ويدعو لتقديم الأدلة
نشرت
منذ 14 ساعةفي
نوفمبر 8, 2025بواسطه
اخبار السودان
أخبار | السودان الحرة
لاهاي – السوداني
أعرب مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية (ICC) عن فزعه الشديد وقلقه العميق إزاء الجرائم المزعوم ارتكابها في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور في السودان – من قبل ميليشيا الدعم السريع ضد مواطني الفاشر – والتي تشكل، حسب، انتهاكات محتملة لنظام روما الأساسي المنشئ للمحكمة.
يذكر ان هذه الجرائم، تندرج تحت اختصاص المحكمة الجنائية الدولية، وشدد على أهمية جمع الأدلة لضمان محاسبة المسؤولين عنها. ودعا المكتب جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الشهود والمنظمات غير الحكومية والأفراد، إلى تقديم أي معلومات أو أدلة ذات صلة بالأحداث الجارية في الفاشر.
ويدعو المكتب لتقديم المعلومات والأدلة التي قد تتصل بأحداث الفاشر.
لإرسال المعلومات
https://otplink.icc-cpi.int
اخبار السودان
حاتم السر يكتب: أحداث الفاشر رغم مأساويتها جمعت كلمة السودانيين ووحدتها
نشرت
منذ 19 ساعةفي
نوفمبر 7, 2025بواسطه
اخبار السودان
أخبار | السودان الحرة
ما حدث في الفاشر كان جرحاً عميقاً في وجدان كل سوداني، لكنه في الوقت ذاته أعاد لنا المعنى الحقيقي للوطنية. فأحداث الفاشر، رغم مأساويتها، جمعت كلمة السودانيين ووحدتها بصورة لم نشهدها منذ سنوات طويلة؛ إذ تجاوزت القوى السياسية السودانية خلافاتها وأعلنت بصوت واحد أن لا صوت يعلو فوق صوت الوطن، وأن الجيش السوداني هو خط الدفاع الأخير عن سيادة السودان ووجوده.
السودان اليوم أمام حالة استنفار وطني شامل تتجاوز الأحزاب والانتماءات. والأهم أن قيادة الجيش السوداني تتعامل مع الموقف بعقلٍ راجح وحكمةٍ عالية، ويحمد لها أنها اتخذت إجراءات ميدانية دقيقة لاستعادة التوازن، وستنجح قريباً بإذن الله في تحرير الفاشر وإعادة الأمور إلى نصابها. هذه المعركة ليست عسكرية فقط، بل وجدانية وسياسية أيضًا؛ معركة لاستعادة الدولة وهيبتها ووحدتها.
ما جرى في الفاشر فاجعة إنسانية بكل المقاييس، وصمت المجتمع الدولي عنها وصمة عار أخلاقية قبل أن يكون تقصيراً سياسياً.
لقد تَبيَّن للسودانيين جميعاً أن المجتمع الدولي يتعامل بازدواجية فاضحة في المعايير: تُستنفر القيم الإنسانية في أماكن، وتُكتم الأنفاس في أماكن أخرى. لكن السودان، رغم هذا الصمت، لن يُترك نهباً لمشاريع التقسيم، ولن يقف مكتوف الأيدي أمام جرائم الحرب والإبادة.
ورغم أن السودان يفضّل لغة الدبلوماسية لا الاتهام العلني، إلا أنه يحتفظ بحقه الكامل في ملاحقة المليشيات سياسياً أو عسكرياً أو إعلامياً.
والرهان على ضعف الدولة السودانية رهان خاسر، فالجيش باقٍ، والدولة قائمة، والشعب أكثر وعياً وصلابة من أي وقت مضى.
في أعقاب أحداث الفاشر المأساوية، سمعنا بنبأ وصول وفود من أمريكا وغيرها، أتوا إلى السودان ليستمعوا ويسألوا، وربما ليختبروا نبض الحكومة والشعب الملتف حول القيادة السودانية في لحظة دقيقة. ومن جانبنا، نرحّب بأي تواصل دولي إذا كان هدفه دعم الاستقرار وبناء السلام، لا فرض الوصاية أو الحلول الجاهزة.وقد قال الرئيس البرهان بوضوح، وأكّد رئيس الوزراء كامل إدريس الأمر ذاته: السودان منفتح على العالم، لكنه لا يقبل التدخل في شؤونه الداخلية.
نحن لسنا في خصومة مع أحد، ولكننا أيضًا لسنا في حاجة إلى وصاية من أحد الحكومة تملك رؤية واضحة للحلّ، وهي رؤية سودانية خالصة بُنيت على مبدأين: السيادة الوطنية، والحوار السوداني–السوداني. من يأتينا من الخارج باحترامٍ لهذا المبدأ، نمد له اليد؛ أما من يأتينا بشروطٍ تُقزّم الدولة أو تساوي بين الضحية والجاني، فلن يجد في السودان آذانًا صاغية.
ثار تساؤل مهم للغاية حول طريقة تعامل الحكومة السودانية مع تحالف (تأسيس) بعد أحداث الفاشر!! تحالف (تأسيس) ليس أكثر من محاولة يائسة لخلق واجهة سياسية لمليشيا عسكرية متمردة. لقد فشل هذا الكيان في الداخل، ولم يحظَ بأي اعتراف خارجي، وسقط قبل أن يولد لأنه بُني على فكرة الانقسام لا الوحدة. كان هدفه ابتزاز الدولة بالسياسة، وعندما لم ينجح في ذلك، لجأ إلى فرض واقع عسكري بالقوة.
راجت أخبار حول إلقاء القبض على سفاح الفاشر الشهير المدعو “أبولولو” بعد قيامه بتصفية العديد من المواطنين العُزل في مدينة الفاشر. وهذا لا يعدو كونه مجرد مسرحية تستهدف تبييض سُمعة المليشيا دولياً، وإظهارها بالحرص على سيادة القانون، وفات عليهم أن الآلاف من السودانيين الذين قُتلوا في المجاز الكبري، لا يُعقل أن تُغطّى مآسيهم بمجرد إشاعة خبر عن اعتقال قاتل واحد!! وهذا يدل على الخلط ونحن نعلم أن العدالة الحقيقية لا تتحقق بإلقاء قبض المتمردين على شخصٍ واحد، بل بتحرير الفاشر كاملة وحماية أهلها، وباستعادة القانون والنظام إلى كل شبرٍ من أرض السودان وانهاء التمرد ومحاسبته. ما نحتاجه الآن هو تحرك حكومي عاجل ومنسّق: تحرك ميداني لتحرير الأرض،
وتحرك سياسي لتوحيد الصف الوطني، وتحرك إعلامي ودبلوماسي لفضح المشروع المليشياوي أمام العالم.
في ظل هذه الظروف المعقدة التي تمر بها البلاد، فان السودان اليوم في لحظة امتحان وطني حقيقية؛ لحظة لا تحتمل المزايدات ولا الحسابات الصغيرة. أهل السودان أمام واجبٍ مزدوج: أن يصطفوا جميعًا وراء الجيش الوطني لحماية البلاد، وفي الوقت نفسه، أن نُعدّ لعملية سياسية وطنية راشدة تُعيد بناء الدولة على أساسٍ ديمقراطي.
الحرب يجب أن تنتهي بالسلام، والسلام يجب أن يُقود إلى انتخابات حرّة ونزيهة تُعيد للشعب حقه في اختيار من يحكمه. إننا نؤمن أنّ الاستشفاء الوطني يبدأ من الحوار السوداني السوداني، وأنّ الصمود الوجداني هو الذي سيبني السودان من تحت الرماد. فليكن شعارنا اليوم:
“نقاتل بالوعي، ونبني بالعقل، ونصون الوطن بالإخلاص”.

الفحل: السودان بحاجة إلى القلعة روسية على البحر الأحمر

مكتب المدعي العام بالمحكمة الجنائية الدولية يعرب عن فزعه من جرائم محتملة في الفاشر بشمال دارفور ويدعو لتقديم الأدلة

حاتم السر يكتب: أحداث الفاشر رغم مأساويتها جمعت كلمة السودانيين ووحدتها
ترنديج
اخبار السودانمنذ أسبوع واحدعاجل.. معركة شرسة في الفاشر – السودان الحرة
اخبار السودانمنذ أسبوع واحدسقوط الفاشر.. كيف نحوله إلى نصر حقيقي؟
اخبار السودانمنذ أسبوع واحدشبكة أطباء السودان: الدعم السريع تتسبب في نزوح أكثر من 4500 مواطن من بارا
اخبار السودانمنذ أسبوع واحدالبدء في اصلاح المؤسسة العسكرية اليوم قبل الغد.. من يحاسب قائد الجيش وهيئة أركانه؟ (1)
اخبار السودانمنذ 3 أيامجثث ملقاة ونازحون عالقون على طريق الفاشر ـ طويلة وسط كارثة إنسانية متفاقمة في دارفور
اخبار السودانمنذ أسبوع واحدتربية الخرطوم تعلن استيعاب جميع المعلمين المتعاونين ضمن (5) آلاف وظيفة جديدة
اخبار السودانمنذ أسبوع واحدرغم المرارة لكنها ليست نهاية المطاف – السودان الحرة
اخبار السودانمنذ 6 أيامحرب السودان تهدّد الأمن القومي – السودان الحرة














