الخرطوم: السودان الحرة
بحسب تعميمٍ.
أعلنت غرفة طوارئ طويلة وجبل مرة، تقديم وجبات الطعام لعدد 2,000 عائلة نازحة من مدينة الفاشر.
وناشدت في بيان، المنظمات والخيرين بالتدخل العاجل لدعم الفارين من الفاشر بالمنطقة.
نشرت
منذ شهرينفي
بواسطه
اخبار السودان
أخبار | السودان الحرة

الصورة تُظهر رئيس الوزراء ساجداً لحظة قدومه إلى بورتسودان من جنيف، وخلفه مباشرة مدير مكتبه يحمل حقيبتيْن، وخلفهما المستشار الجعيفري 
بورتسودان – خاص (السوداني)
في خطوة مفاجئة هزّت أروقة وزارة الخارجية السودانية، أعلن السفير عمر صديق، وزير الدولة بالخارجية، استقالته من منصبه اليوم الأربعاء، في قرار أثار تساؤلات واسعة حول الأسباب الحقيقية وراءه.
الاستقالة المكتوبة
في رسالة وجهها إلى منسوبي الوزارة، أعلن السفير عمر صديق استقالته، مؤكداً أن قراره جاء بهدف “إفساح المجال” لوزير الخارجية الجديد، السفير محي الدين سالم، لتولي قيادة الدبلوماسية السودانية في هذه المرحلة الحرجة. وأعرب صديق عن شكره وامتنانه لمجلس السيادة الانتقالي برئاسة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، ومجلس الوزراء السابق، ورئيس الوزراء البروفيسور كامل الطيب إدريس، على ثقتهم بتعيينه في مناصب قيادية.
دوافع أخرى للاستقالة
لكن مصادر رفيعة المستوى كشفت لـ(السوداني) عن وجود دوافع أخرى وراء الاستقالة، تتعلق بتدخلات من مقربين من رئيس الوزراء قدموا برفقته من جنيف. وأشارت المصادر إلى أن رجل المخابرات العقيد نزار عبد الله، مدير مكتب رئيس الوزراء، والسفير بدر الدين الجعيفري، مستشاره، حاولا التأثير على قرارات تتعلق بتنقلات السفراء وتعيينات في بعثات خارجية. وأوضحت المصادر أن السفير صديق، المعروف بمهنيته وصرامته، رفض هذه التدخلات، مؤكداً أن التنقلات تخضع لدراسات دقيقة تجريها الأقسام المختصة بالوزارة بناءً على تقييم الأداء والكفاءة.
خلفية التدخلات
وفقاً للمصادر، حاول العقيد نزار، الذي كان يشغل منصب الملحق الأمني في جنيف، والسفير الجعيفري، الذي كان نائب رئيس بعثة السودان في جنيف، فرض أجندات إدارية خارج نطاق اختصاصاتهما، دون الالتزام بالإجراءات الرسمية، ما أثار استياء السفير عمر صديق، الذي يُعد من أقدم دبلوماسيي الوزارة، حيث قاد مسيرة مهنية تمتد لأكثر من 45 عاماً.
وأضافت المصادر أن صديق، الذي كان يشغل منصب السفير في الصين، تم استدعاؤه وقطع مهمته في بكين لتولي منصب وزير الخارجية، بترشيح من رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، إلا أن رئيس الوزراء سمّاه وزير دولة، ووافق السفير صديق بهدف تسيير العمل الدبلوماسي. غير أن الخلافات مع نزار والجعيفري، اللذين سعيا لتمرير قرارات إدارية دون مكاتبات رسمية، شكّلت “مربط الفرس” في قرار الاستقالة.
رسالة الوداع
في رسالته لمنسوبي الوزارة، عبّر السفير صديق عن فخره بمسيرته الطويلة في خدمة الدبلوماسية السودانية، مشيداً بتفاني العاملين وتعاونهم. وقال: “وجدت في طاقم الوزارة الحالي والسابق كل التعاون والاحترام والتقدير المتبادل”. وأكد أنه سيظل “مدافعاً عن مصالح السودان العليا بفكره وخبرته وقلمه”، حتى بعد توقف عمله الرسمي في الوزارة.
واختتم رسالته بدعوة للسلام والاستقرار في السودان، معبراً عن حبه العميق للوطن بقوله: “عشقت السودان حد الإدمان”.
تأتي استقالة السفير عمر صديق في وقت حساس تمر به السودان بتحديات دبلوماسية وسياسية معقدة، مما يضع وزير الخارجية الجديد أمام مسؤولية كبيرة لقيادة الوزارة في هذه المرحلة الاستثنائية. وتثير الاستقالة تساؤلات حول تأثير التدخلات الإدارية على عمل المؤسسات الحكومية، ومدى قدرة الوزارة على الحفاظ على استقلالية قراراتها المهنية.
(السوداني) ستواصل متابعة تطورات هذا الحدث وتأثيراته على المشهد الدبلوماسي السوداني.
نشرت
منذ 60 دقيقةفي
نوفمبر 1, 2025بواسطه
اخبار السودان
أخبار | السودان الحرة
إسطنبول – السوداني
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الجمعة، أن الصور المروعة القادمة من السودان تمثل اختباراً شديداً للبشرية، محذراً من أن التزام الصمت إزاء الظلم يجعل المرء شريكاً فيه. جاءت تصريحاته خلال انطلاق فعاليات منتدى TRT World Forum 2025 في إسطنبول، ليسلط الضوء على الأزمة الإنسانية في إقليم دارفور، خاصة مدينة الفاشر.
وقال أردوغان: “لا يمكننا أن نكون من بين أولئك الذين يلتزمون الصمت في مواجهة الظلم. يجب على كل شخص لديه ضمير أن يرفع صوته ضد القمع”. وأضاف أنه لا يمكن لأحد من الضمير أن يقبل المذابح التي تستهدف المدنيين في شمال دارفور – الفاشر، مؤكداً إدانة تركيا الشديدة لهذه الفظائع.
وأوضح الرئيس التركي أن اللقطات التي شاركها الصحفيون تهز الضمائر، مشدداً على أن واجب الصحافة في تسليط الضوء على الحقيقة له أهمية حيوية. ودعا إلى وقف الهجمات في الفاشر فوراً، وضمان سلامة المدنيين الأبرياء، قائلاً: “فلا يسكب دماء أخيه، ولا تدع الأطفال والنساء والمدنيين يموتون. وهذا مطلبٌ أساسيٌّ للبشرية”.
وأعلن أردوغان استعداد تركيا لحماية الضحايا، مشيراً إلى أن المراقبة ليست كافية – هناك حاجة إلى التدخل والدعم. وخاطب المجتمع الدولي قائلاً: “لا يمكن للمجتمع الدولي أن يتجاهل المذابح في الفاشر؛ يجب اتخاذ خطوات ملموسة وعاجلة”. وأكد أنه قد حان الوقت لتحمُّل المسؤولية نيابةً عن الإنسانية.
يأتي موقف أردوغان في ظل استباحة مليشيا الدعم السريع للفاشر، والتي أسفرت عن سقوط آلاف الضحايا المدنيين ونزوح آلاف آخرين، وسط تحذيرات أممية من كارثة إنسانية وشيكة.
نشرت
منذ 6 ساعاتفي
أكتوبر 31, 2025بواسطه
اخبار السودان
أخبار | السودان الحرة
ناصف صلاح الدين *
* صحفي مهتم بالشأن العسكري
في أواخر العهد الديمقراطي بدأت مظاهر الإخفاق العسكري بسلسلة من الهزائم الميدانية التي كشفت ضعف البنية القيادية للقوات المسلحة وانهيار الروح المعنوية بين صفوفها.
كانت مدينة الناصر تحت الحصار. تقرر إرسال الكتيبة 118 من كوستي لفك الحصار عنها. تحركت الكتيبة شرق النيل رغم علم الجميع بأن الطريق الشرقي مليء بالخيران التي تعرقل الحركة، بينما الطريق الغربي كان أسلم جغرافيا وإن تواجدت فيه جيوب متمردين. أمضت الكتيبة شهرين لم تقطع خلالهما سوى نهر صغير واحد، بينما كانت الناصر تصمد في انتظارها. وعندما علمت حامية الناصر أن الكتيبة قررت العودة إلى كوستي لتسلك الطريق الآخر، أدركت أن النجدة لن تصل فقررت الاستسلام لتجنب خسائر إضافية. كان هذا السقوط نتيجة مباشرة لإخفاق قيادي ميداني، إذ كانت الكتيبة مجهزة بكل الإمكانات، لكن قيادتها افتقرت للكفاءة والجرأة العملياتية.
في سبتمبر 1988 سقطت مدينة كبويتا في شرق الاستوائية بعد انسحاب الجيش، تركت وراءها كميات كبيرة من السلاح والذخيرة، من بينها دبابتان استولت عليهما الحركة الشعبية واستخدمتهما لاحقا في معارك أخرى. ولإعادة التوازن في الجبهة قررت القيادة العامة إرسال لواء الردع بكامل تجهيزاته من تسليح ومركبات، ولكن اللواء، رغم اكتمال استعداداته، بقي في جوبا عاما كاملا دون أن يتحرك لأداء مهمته، مما عمق الإحباط وسط الجنود.

(..يذكر الصادق المهدي في مذكراته التي كتبها أثناء سجنه بعد انقلاب عام 1989، والصادرة لاحقا في كتابه «الديمقراطية عائدة وراجحة»، أنه بعد عرض ملاحظاته أمام قادة الجيش ساد صمت في القاعة، قبل أن يقر الحاضرون بصحة ما طرحه وتعهدوا بدراسة أوجه القصور ووضع مقترحات لرفع كفاءة الأداء العسكري…)
أما حادثة ليريا في يناير 1989م فقد مثلت ذروة التدهور في الأداء القتالي والمعنوي. إذ أرسلت كتيبة من لواء الردع من جوبا نحو توريت، وفي الطريق واجهت مقدمتها كمينا للعدو تتقدمه دبابة من الدبابتين اللتين استولى عليهما سابقا من كبويتا. فوجئت القوة بكثافة النيران وارتبكت، فدب فيها الذعر وتفرق جنودها. ورغم أن بقية الكتيبة نجحت لاحقا في تدمير الدبابة وهزيمة الكمين، إلا أن الصدمة الأولى جعلت العديد من الجنود يفرون في كل الاتجاهات، فلجأ بعضهم إلى ليريا، وهي منطقة حصينة تحيط بها الجبال ولا يمكن دخولها إلا من ممر واحد يسهل الدفاع عنه. غير أن القوة المتمركزة في ليريا، عندما سمعت روايات الفارين المبالغ فيها عن “دبابة العدو” أصابها الذعر هي الأخرى، فاستقلت 64 ناقلة عسكرية وفرت إلى جوبا دون قتال تاركة المواقع خالية تماما. وعندما التقاهم نائب رئيس الأركان الفريق عبدالرحمن سعيد وجدهم في حالة معنوية منهارة.

(…في أواخر مارس 2023، حين دفعت قوات الدعم السريع بتعزيزات قوامها ثلاثون ألف مقاتل نحو الخرطوم، أعلن الجيش السوداني رفع حالة الاستعداد إلى مئة في المئة. بدا القرار على الورق استعراضا للقوة، لكنه في الواقع لم تتجاوز درجة الاستعداد ثلاثين في المئة من الطاقة القتالية. الفريق أول محمد عثمان الحسين، رئيس الأركان، المعروف بين ضباطه بالشح والتردد في الإنفاق، رأى أن الموقف لا يستدعي رفع حالة الاستعداد إلى الدرجة القصوى…)
أمام هذه الإخفاقات المتكررة اجتمع رئيس الوزراء الصادق المهدي بصفته القائد الاعلى للجيش ووزير الدفاع بالقيادة العامة للجيش وطرح أمامها أسباب ضعف الأداء العسكري، وفي مقدمتها أن كثيرا من القادة المكلفين بالقيادة في الميدان غير مؤهلين لمهامهم، إما لأنهم من تخصصات فنية لا تمت للقيادة القتالية بصلة، أو لأنهم من عناصر مغضوب عليها تم الزج بها في المواقع الميدانية. وأشار إلى الانهيار في المستوى القيادي الميداني، وإلى أن خطة الجيش تقتصر على الدفاع دون مبادرة أو هجوم، مما جعل العدو يملك زمام المبادرة في الزمان والمكان. كما انتقد ضعف الاستخبارات العسكرية، التي اكتفت بتحليل ما حدث بدلا من استباقه، وهاجم قصور التوجيه المعنوي الذي فشل في رفع الروح القتالية أو بيان قضية الحرب للمقاتلين.
يذكر الصادق المهدي في مذكراته التي كتبها أثناء سجنه بعد انقلاب عام 1989، والصادرة لاحقا في كتابه «الديمقراطية عائدة وراجحة»، أنه بعد عرض ملاحظاته أمام قادة الجيش ساد صمت في القاعة، قبل أن يقر الحاضرون بصحة ما طرحه وتعهدوا بدراسة أوجه القصور ووضع مقترحات لرفع كفاءة الأداء العسكري. غير أن تلك الوعود سرعان ما تبخرت إذ تجنبت القيادة العسكرية أي نقد ذاتي أو محاسبة داخلية، وفضلت التغطية على إخفاقاتها بالتذرع بنقص العتاد والانقسام السياسي في الداخل. وهكذا ترسخ منطق التبرير بدلا من الإصلاح، وظلت مكامن الخلل القيادي والميداني قائمة دون معالجة، إلى أن انتهى الأمر بالانقلاب الذي أطاح بالتجربة الديمقراطية نفسها.

(…في نيالا، استعان العميد حسين جودات بابناء عمومته من المسيرية لكي يشتري الذخيرة من عناصر الدعم السريع نفسها ليواصل القتال، لكن مع نفاد الذخيرة اضطر جودات إلى الانسحاب…)
في أواخر مارس 2023، حين دفعت قوات الدعم السريع بتعزيزات قوامها ثلاثون ألف مقاتل نحو الخرطوم، أعلن الجيش السوداني رفع حالة الاستعداد إلى مئة في المئة. بدا القرار على الورق استعراضا للقوة، لكنه في الواقع لم تتجاوز درجة الاستعداد ثلاثين في المئة من الطاقة القتالية. الفريق أول محمد عثمان الحسين، رئيس الأركان، المعروف بين ضباطه بالشح والتردد في الإنفاق، رأى أن الموقف لا يستدعي رفع حالة الاستعداد إلى الدرجة القصوى. فالافتراض العدائي وفق تقارير الاستخبارات لا يتعدى محاولة انقلابية لن تتجاوز اقتحام القيادة، كما حدث في يونيو 2020 ومارس 2021 وقد تحسبت قيادة الجيش لذلك بإقامة تحصينات دفاعية “دشم” وسواتر تحولت لاحقا الى سوار خرساني سميك يحول دون اي محاولة اقتحام للقيادة العامة من قبل الدعم السريع.
رفع درجة الاستعداد يعني في الأعراف العسكرية “تكديس مؤن القتال” من ذخيرة، وقود، إمدادات غذائية، قطع غيار، كل ما تحتاجه الوحدات للبقاء في الميدان لأطول فترة ممكنة. لم يحدث شيء من ذلك. فحين اندلعت الحرب فعلا، كانت الوحدات في دارفور تقاتل وهي تعاني من نقص في الذخيرة. سقطت الفرق العسكرية للجيش في الجنينة وزالنجي، فقط لأن الذخيرة نفدت.
في نيالا، استعان العميد حسين جودات بابناء عمومته من المسيرية لكي يشتري الذخيرة من عناصر الدعم السريع نفسها ليواصل القتال، لكن مع نفاد الذخيرة اضطر جودات إلى الانسحاب.

(…اليرموك سقطت لنفاد الذخيرة، وجبل أولياء كذلك. أما الضربة الكبرى فكانت شمال العاصمة، حيث بسط الدعم السريع سيطرته على مصفاة الجيلي وقري وجبال البكاش حيث مخازن التصنيع الحربي ، أي قلب المخزون الاستراتيجي للجيش السوداني…)
المشهد نفسه تكرر في قلب الخرطوم، حيث قاتلت القوات الموجودة في الإيواء العسكري والدفاع الجوي وسلاح الكيمياء والرياضة العسكرية أكثر من اثنتين وسبعين ساعة، حتى نفدت ذخيرتهم. لم يستطع الدعم السريع تجاوز منطقة عفراء مول، ولا دخول الشارع المؤدي لشقق النصر. ثم حين جفت الذخيرة انسحبوا إلى سلاح المدرعات. قاد الشهيد مقدم مأمون عبد القادر مدرعاته بنفسه لإجلاء القوة المنسحبة، بينهم الفريق عبدالخير قائد الدفاع الجوي ومحمد عبدالله الفكي قائد سلاح الكيمياء. كلهم قالوا الجملة ذاتها: “قاتلنا حتى نفدت الذخيرة.”
اليرموك سقطت لنفاد الذخيرة، وجبل أولياء كذلك. أما الضربة الكبرى فكانت شمال العاصمة، حيث بسط الدعم السريع سيطرته على مصفاة الجيلي وقري وجبال البكاش حيث مخازن التصنيع الحربي ، أي قلب المخزون الاستراتيجي للجيش السوداني: الذخائر، المدفعية، صواريخ الطيران، والراجمات. منذ اليوم الأول وضعت قوات الدعم السريع يدها على روح القوات المسلحة، على احتياطها الاستراتيجي.
كان ذلك خطأ لا يغتفر، ومسؤولية مباشرة للقائد العام عبد الفتاح البرهان وهيئة الأركان. كيف تُترك أهم مواقع الجيش بلا دفاع؟ لماذا سُمح للدعم السريع بالتمدد في مواقع كهذه دون رد؟
أما اللواء الاول آلي مدرع في الباقير فقد خرج من المعركة تماما قبل أن تبدأ ، إذ سلم قائده العميد مأمون محمد أحمد قيادة اللواء إلى الدعم السريع قبل يوم من بداية الحرب مساء 2023.
أما الكارثة الكبرى فكانت في تدمير الطائرات في مروي وقاعدة شيكان الجوية بالابيض.
في مروي، وقبل أسبوعين من بدء الحرب تحركت قوات الدعم السريع من الخرطوم حتى أحاطت مطار مروي. اللواء سليمان كمال قائد الفرقة 19 مروي آنذاك ، اتصل بخالد عابدين نائب رئيس هيئة الأركان يسأله: “هل هؤلاء عدو أم صديق؟” فجاءه الرد: “تعامل معهم بحكمة.” طلب الإذن لمنعهم من الدخول بالقوة، فأجابوه “تحلّى بالحكمة وضبط النفس”. حين دخلوا، لم تطلق رصاصة واحدة. بعد ساعة كانت الطائرات محترقة على الأرض – بعضها مصرية – والطيارون في الأسر.
في الأبيض، المشهد تكرر. أوامر الإقلاع والهبوط محصورة برئيس الأركان وحده. لم يسمح لأي طيار بالإقلاع رغم اقتراب العدو، إلا مقدم واحد: عمرو الجبل، الذي خالف الأوامر وأقلع بطائرته “الأنتونوف” إلى كرري، لينقذها من المصير ذاته. البقية دُمرت في مكانها.
يتحمل المسؤولية في هذا الفشل الذريع رئيس الأركان محمد عثمان الحسين وخالد عابدين النائب عمليات واللواء أحمدان محمد خير مدير فرع العمليات الحربية ، وقائد القوات الجوية أدروب ومعهم قادة الفرق في مروي والأبيض. كلهم تركوا الطائرات جاثمة تنتظر مصيرها المحتوم.
والأدهى أن سلاح الطيران كان قد طلب قبل أشهر إنشاء مخابئ تحت الأرض لحماية الطائرات، كما في قاعدة عطبرة، حيث نجت “الطائرات البيرقدار” من التدمير بفضل تلك المخابئ. لكن الطلب ظل حبيس الأدراج سبعة أشهر، رغم اكتمال كل الدراسات “تقدير ركن” حتى جاءت الطائرات المسيرة للدعم السريع ودمرت الطائرات في وادي سيدنا ومروي وبورتسودان، فأُخرج معظم سلاح الجو من المعادلة كليا.
إن جوهر الأزمة أن قيادة الجيش في السنوات الأخيرة باتت تختار خارج أي معيار مهني أو نظام مؤسسي، ويمنح الجنرالات حق اتخاذ أخطر القرارات دون رقابة أو مساءلة. فصار نقدهم خطيئة، ومحاسبتهم من المحظورات، وغالبية هؤلاء القادة – باستثناء قلة محدودة – لم يصعدوا مؤخرا بالكفاءة ولا بالاستحقاق، بل في ظل إقصاء الأكفأ وتهميش الأقدر، فتحولت القوات المسلحة إلى ضحية لمن يفترض أنهم أمناؤها وحماتها.
غياب الشفافية داخل الجيش، والتعتيم المقصود تحت ذريعة “السرية العسكرية”، حجبا عن الرأي العام حقيقة ما يجري في أعماق المؤسسة. لا أحد يعرف كيف تدار العمليات، أو كيف يعد الجنود ويسلحون، بينما يسقط أبناء الشعب بالآلاف في المعارك. هذا التعتيم منح القيادة العامة هالة زائفة من القداسة جعلتها فوق النقد والمساءلة، ودفعها إلى ممارسة أدوار سياسية لا تملك لها مؤهلات ولا خبرة.
نواصل

نشرت
منذ 11 ساعةفي
أكتوبر 31, 2025بواسطه
اخبار السودان
أخبار | السودان الحرة
الخرطوم: السودان الحرة
بحسب تعميمٍ.
أعلنت غرفة طوارئ طويلة وجبل مرة، تقديم وجبات الطعام لعدد 2,000 عائلة نازحة من مدينة الفاشر.
وناشدت في بيان، المنظمات والخيرين بالتدخل العاجل لدعم الفارين من الفاشر بالمنطقة.




ميليشيا الدعم السريع تعتقل الصحفي معمر إبراهيم في الفاشر

بيان لمصر حول أحداث السودان – السودان الحرة

ما حقيقة توجيهات صادرة بانسحاب الجيش من الفاشر؟ – السودان الحرة

د. كامل إدريس يؤكد على أهمية تعزيز التعاون مع رابطة العالم الإسلامي

زين تكرّم الطالبة رهف الأمين أولى الشهادة السودانية لعام 2024

عاجل.. هجوم جديد على مدينة الفاشر – السودان الحرة

عاجل.. معركة شرسة في الفاشر – السودان الحرة

تصريحات عاجلة للناطق الرسمي باسم الجيش السوداني – السودان الحرة
