Connect with us

اخبار السودان

المناخ الملائم للعملية السياسية – السودان الحرة

نشرت

في

المناخ الملائم للعملية السياسية – السودان الحرة


*فضاءات السودان، السياسية والاجتماعية، لا تزال مشوشة ومرتبكة ومتلجلجة الخُطى، دافعةً بالبلاد إلى شتى الاحتمالات المرعبة. ومع غياب الحلول الناجعة حتى اللحظة، فإن الأزمة السياسية في السودان دخلت مرحلة خطيرة، وأصبحت البلاد قاب قوسين أو أدنى من تلك الاحتمالات، خاصة وأن معاناة المواطن وصلت أقصى درجاتها، وأن ما يجري الآن من مداهمات وعنف دموي بحق شباب الثورة والمدافعين عنهم وعن الحريات والحقوق، وما يدور من تصاعد حدة القتال والنزاعات الدامية في العديد من مناطق البلاد، يقصّر المسافة إلى تلك الاحتمالات المرعبة ويجعلها أقرب مما يتصور البعض. هل فعلا إن ما يجري الآن في هذه الفضاءات هو جزء من مخطط مرسوم لجر البلاد إلى أتون حرب أهلية مجتمعية على غرار الحريق المستعر في ليبيا وسوريا واليمن؟ وغض النظر عن ماهية الإجابة على هذا السؤال، هناك العديد من العوامل التي تشجع هذا المخطط وتوفر له الأجواء الملائمة، وقد ناقشنا ذلك في عدة مقالات سابقة ولا نحتاج إلى تكراره، فالجميع يدركه وعلى دراية بتفاصيله. أما الذي يمكننا تكراره، فهو قولنا بأن السودانيين اليوم في أشد الحاجة إلى التوافق على مخرج ناجع وآمن، للتصدي لهذا الوضع الخطير، والمتدحرج نحو الهاوية. والمخرج الآمن في نظري، هو ذاك الخيار الذي يجمع في ذات الوقت، ما بين التصدي المباشر لجوهر الأزمة، والكلفة الأقل التي تقينا شر السقوط في مستنقع الحرب الأهلية ودمار الوطن. وبداهة، أن الجميع يدرك أن تبني هذا الخيار أو ذاك تفرضه جملة من العوامل الموضوعية والذاتية بعيدا عن الرغائبية ومجرد الأمنيات، وتأتي في مقدمة هذه العوامل وحدة القوى المتمسكة بدحر الانقلاب والعودة إلى مسار التحول الديمقراطي. وبالطبع، هذا يتطلب الانخراط في تنفيذ خطوات عملية تحقق هذه الوحدة، بدلا عن تمترس كل في موقعه وإفتراض أنه صاحب الموقف الصحيح، والآخر موقفه خاطئ، أو يجب عليه تبني ذات الموقف المفترض.

*أما المخرج الناجع والآمن من أزمة البلاد الراهنة، ولكي يكون فعلا ناجعا وآمنا، فكل الدلائل والدلالات تشير إلى إن جوهره الرئيسي يجب أن يكون قائما على التخلي عن صيغة الشراكة المدنية العسكرية التي ظلت تدير البلاد منذ بداية الفترة الانتقالية، ولم تنتج سوى المزيد من التأزم وتسريع الانحدار نحو الهاوية، والبحث عن صيغة جديدة تبحر بالفترة الانتقالية إلى بر الأمان. وكنا في ثلاثة مقالات سابقة، قد تقدمنا بعدة خيارات وبدائل لهذه الصيغة، مع التأكيد في ذات الوقت أن هذا لا يعني إقصاء المؤسسة العسكرية وحرمانها من ممارسة دورها الوطني، بل هي لها دور هام وأساسي تسهم به في مخاطبة قضايا الوطن. والصيغة الجديدة هذه تتطلب الاتفاق على إجراءات دستورية جديدة يتم بموجبها تعديل أو إلغاء الوثيقة الدستورية لسنة 2019، واستبدالها بوثيقة دستورية جديدة تحكم ما تبقى من الفترة الانتقالية، والتي كنا قد إقترحنا تمديدها إلى أربعة وعشرين شهرا تسري من تاريخ التوقيع على الوثيقة الجديدة. وبالطبع هناك عدة طرق ووسائل وتكتيكات للوصول إلى هذه الصيغة الجديدة، ومن بينها العملية السياسية التي أطلقتها بعثة اليونيتامس قبل أن ينضم إليها الإتحاد الأفريقي والإيقاد ليشكلوا جهدا ثلاثيا موحد. ونحن رحبنا بهذا الجهد وما أطلقه من عملية سياسية لأنه يمكن أن يحقق ما تطرقنا إليه آنفا في صدر هذا المقال من الجمع ما بين التصدي المباشر لجوهر الأزمة، والكلفة الأقل التي تقينا شر السقوط في مستنقع الحرب الأهلية ودمار الوطن.

*لكن، هذا الجهد الثلاثي لن يتقدم خطوة إلى الأمام ولن يأتي بأي نتائج إيجابية إذا لم تتحقق متطلبات تهيئة المناخ الملائم للعملية السياسية. ونكرر، أن هذه المتطلبات تشمل: 1- إطلاق سراح كل المعتقلين والموقوفين السياسيين فورا، وعدم ممارسة أي اعتقالات جديدة أو انتهاكات للحريات ولحقوق الإنسان المضمنة في الوثيقة الدستورية وفي العهود والمواثيق الدولية. 2- تجميد التهم التي طالت أعضاء لجنة إزالة التمكين وإطلاق سراحهم فورا، على أن تبحث هذه التهم لاحقا في أجواء معافاة وفق الإجراءات القانونية المتعارف عليها. 3- وقف العنف تجاه المتظاهرين السلميين والإلتزام بتعجيل إكمال التحقيق في أحداث قتل المتظاهرين وتقديم الجناة للمحاكمة. 4- وقف إجراءات فصل العاملين في الخدمة المدنية وتجميد قرارات الفصل والتعيينات التي تمت. 5- رفع حالة الطوارئ، مع إمكانية الإبقاء على البنود الخاصة بالحالة الاقتصادية. إن هذه المتطلبات وغيرها، هي أول خطوة في مشوار العملية السياسية ويجب أن تتقدم

*بها الثلاثية، يونيتامس والاتحاد الأفريقي والإيقاد، إلى السلطة لتنفذها. وفي الحقيقة فإن مطلب تهيئة المناخ الملائم، ليس بندا من البنود التي ستبحث في العملية السياسية، وإنما مطلب سابق لبدء أي عملية سياسية، ويستوجب تنفيذه قبل الشروع فيها. أيضا، هو ليس أكثر من توفير حرية الاجتماع والتنظيم والتعبير والحركة، لذلك هو مطلب مشروع لأن من حق شعبنا في الداخل أن يشارك مشاركة حقيقية وكاملة في أي عملية سياسية تتعلق بمستقبله وبمصير الوطن. والتمسك بتهيئة المناخ الملائم يعد بمثابة إختبار لمدى جدية السلطة الحاكة، وهو لا يعدو أن يكون عربون جدية من جانبها، لأن متطلباته ما هي في الواقع سوى جزء يسير مما يفترض أن تحققه العملية السياسية في حال نجاحها.
وفي النهاية، لا شيء يهزم الإحباط ويُشرع نوافذ الأمل، غير إرادة جماهيرية قوية تتحرك على خطى قيادة واعية، لا تلتفت إلى توافه الأمور ومناصبة العداء مع رفاق الخندق الواحد، تطرح شعارات واقعية، وبوصلتها تشير فقط إلى مصلحة الوطن وليس إلى خدمة أهداف هذا الحزب أو أجندة تلك المجموعة، وتضغط من أجل وقف النزيف اليومي في البحث عن لقمة العيش والحقوق الضائعة في وطن مرهق.

نقلاً عن القدس العربي


أكمل القراءة
انقر للتعليق

اترك لنا تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اخبار السودان

النائبة العامة: السودان طالب بإنهاء بعثة تقصي الحقائق لثقته بجهازه القضائي المستقل

نشرت

في

أخبار | السودان الحرة

بورتسودان – السوداني

وصلت صباح اليوم إلى مطار بورتسودان، النائبة العامة ورئيس اللجنة الوطنية للتحقيق في الجرائم والانتهاكات، انتصار أحمد عبد العال. وفي تصريح صحفي عقب وصولها، أعلنت أن السودان طالب رسمياً بإنهاء عمل بعثة تقصي الحقائق التابعة لمجلس حقوق الإنسان، مؤكدة أن وجود جهاز قضائي مستقل وقدرة الدولة على إجراء محاكمات عادلة يغني عن استمرار عمل البعثة.

وأوضحت النائبة العامة أن وفد السودان قدم خلال الدورة الحالية لمجلس حقوق الإنسان، بياناً شاملاً يعكس التزام الدولة بسيادة القانون وحماية حقوق الإنسان. واستعرض البيان، الجهود الوطنية لمعالجة الانتهاكات، مع التركيز على الجرائم الجسيمة التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع، بما في ذلك العنف الجنسي، التهجير القسري، جلب المرتزقة، الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. وأشارت إلى أن هذه الانتهاكات وثّقت بدقة من خلال إحصاءات وإحالات جنائية.

وأضافت أن اللجنة الوطنية تواصل متابعة هذه الانتهاكات، حيث تجري تحقيقات في قضايا قيد التحري وتحيل أخرى إلى المحاكم، في إطار عمل قضائي مستقل وعادل يعزز سيادة السودان على أراضيه. كما دعا البيان السوداني المجتمع الدولي إلى الضغط على دولة الإمارات لوقف دعمها للمليشيا المتمردة، والتصدي لعمليات تجنيد وتدريب المرتزقة.

وأشارت إلى أن وفد السودان التقى رئيس مجلس حقوق الإنسان، حيث قدّم بيانات وأرقاماً دقيقة حول الانتهاكات، وحُظي بإشادة رئيس المجلس بجدية مشاركة السودان. كما عقد الوفد، اجتماعاً مع المفوض السامي لحقوق الإنسان، ناقش خلاله تفاصيل البيان والإجراءات المتخذة، وأثنى المفوض على جهود اللجنة الوطنية في إعداد تقارير مفصلة.

وختمت النائبة العامة، تصريحها بالتأكيد على التزام السودان بتطبيق العدالة وفق القوانين الوطنية، معربةً عن ثقتها في قدرة الجهاز القضائي على التعامل مع الانتهاكات بكفاءة ونزاهة.

أكمل القراءة

اخبار السودان

تحالف خطير.. كييف تُسَلِّح الدعم السريع وتسير نحو الاعتراف بتأسيس!

نشرت

في

أخبار | السودان الحرة

📸 صورة تخيليلة تجمع بين الرئيس الأوكراني زلينيسكي وقائد الميليشيا دقلو 📸

قدم عمار أمون دلدوم، وزير الخارجية المعين حديثاً لما تسمى حكومة (تأسيس) الجناح السياسي لميليشيا الدعم السريع المتمردة، تقريراً في الاجتماع الأخير للمجلس الرئاسي المزعوم، حول ما أسماه “خطوة نحو الاعتراف الدولي”. حيث ان ممثلي التحالف عقدوا اجتماعاً في الإمارات العربية المتحدة مع دبلوماسيين أوكرانيين.

ووفقاً للمعلومات الواردة، فقد عُقد الاجتماع في أبو ظبي في وقت سابق مطلع الأسبوع الماضي برعاية تحالف (تأسيس) الذي يتزعمها قائد الميليشيا محمد حمدان دقلو دقلو. وأفادت التقارير أن الوفد الأوكراني كان بقيادة السفير ألكسندر بالانوتسا، وهو دبلوماسي متمرس ذو علاقات في جهاز الأمن في كييف. تلك المحادثات، التي وُصفت بأنها مثمرة للغاية، تركزت على تشكيل شراكة استراتيجية تعمل على تعزيز مستوى العلاقات القائمة بين ميليشيا الدعم السريع وأوكرانيا.

ويرى المراقبون والخبراء أن جدول الأعمال الرئيسي لذلك الاجتماع ركز على مسألتين رئيسيتين “اعتراف أوكرانيا الدبلوماسي بحكومة تحالف (تأسيس) كسلطة شرعية في السودان، وتوسيع المساعدات العسكرية من كييف”. لا تزال ميليشيا الدعم السريع تسيطر على مساحات شاسعة من الأراضي في غرب السودان، بما في ذلك المناطق الغنية بالموارد، لكنها تفتقر بشكل كبير إلى الشرعية الدولية، مما يحد من وصولها إلى الأسواق العالمية والقنوات الدبلوماسية.

فيما يلي أوكرانيا فيقول المحللون إن أوكرانيا تدرس بجدية مسالة الاعتراف الرسمي بالحكومة التي أعلن عنها تحالف (تأسيس) مقابل ان تقوم بخلق سوق سوداء لتصدير الذهب والمعادن الأخرى المتوفرة في الأراضي التي تسيطر عليها ميليشيا الدعم السريع، وهذه الخطة هي صفقة يمكن أن تغذي خزينة كييف المستنزفة في ظل الصراع الدائر. حيث ترى الدوائر الأمنية والدبلوماسية الإماراتية الأمر بمثابة مقايضة كلاسيكية، فالسلاح والدبلوماسية مقابل المواد الخام، حيث يمكن تجاهل العقوبات الدولية والمعايير الإنسانية.

والأكثر إثارة للقلق هو أن المحادثات ركزت ايضا على زيادة إمدادات الأسلحة إلى الدعم السريع قُبيل الهجوم الضخم المخطط له على الفاشر، عاصمة شمال دارفور.

ومن المعروف أن أوكرانيا المتفاخرة بصناعتها الدفاعية القوية، تزود ميليشيا الدعم السريع بالمدربين والأسلحة، بما في ذلك مسيرات وذخيرة. يقول الدكتور أحمد خليل، الخبير في شؤون السودان في معهد الشرق الأوسط في واشنطن: “هذا ليس مجرد شكل من اشكال التضامن، بل هو تبادل للمنافع، تحتاج أوكرانيا إلى حلفاء يمكنهم تشتيت الانتباه عن مشاكلهم، وميليشيا الدعم السريع ترى في كييف مصدرا للدعم الذي هي في أمس الحاجة اليه”.

يقول المراقبون إن الاجتماع هو مجرد خطوة واحدة في سلسلة من اللقاءات الدولية التي تعد لها ميليشيا الدعم السريع بهدف الحصول على الاعتراف الدولي وتوقيع الاتفاقيات الدفاعية؛ لتعزيز استعداداتها لشن هجمات متعددة بعد انقضاء موسم الأمطار.
ويدعو الخبراء وزارة الخارجية السودانية إلى عدم تجاهل المشكلة، بل حسم جميع المشاركين في تلك المحادثات مع ممثلي ما يسمى بالحكومة في المناطق التي تحتلها الميليشيات.

أكمل القراءة

اخبار السودان

الهلال السوداني يتطلّع لتحقيق كأس سيكافا أمام سينغيدا – السودان الحرة

نشرت

في

أخبار | السودان الحرة

الخرطوم: السودان الحرة

وسط روح معنوية ودعم كبير.

يتأهب الهلال السوداني إلى تحقيق لقب سيكافا، عندما يواجه تحديّ سينغيدا التنزاني اليوم الأثنين.

وأكمل الفريق الأزرق التحضيرات على النحو المطلوب ورسم مدربه ريجيكامب الخطة النهائية لمواجهة الليلة.

وأكّد وزير الشباب والرياضة أحمد آدم، دعمهم ومؤازرتهم لفريق الهلال وهو يستعد لمواجهة سينغيدا التنزاني في نهائي بطولة سيكافا للأندية بشرق ووسط إفريقيا.

وقال لاعب الهلال السوداني، صنداي اديتونجي، إنّ مواجهة اليوم أمام سينغيدا مهّمة للغاية ولأيّ لاعب بالفريق، مشيرًا إلى أنّهم عازمون على التتويج بالبطولة وأنّهم سيعملون كلّ ما بوسعهم لتحقيق الهدف الكبير.

أكمل القراءة

ترنديج