متابعات: السوداني
حذّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، من توقف المساعدات التي يقدمها لملايين اللاجئين السودانيين الفارّين من الحرب إلى إفريقيا الوسطى ومصر وإثيوبيا وليبيا وتشاد، خلال الأشهر المقبلة، بسبب نقص التمويل.
وأكد البرنامج في بيان صحفي أنه يحتاج إلى ما يزيد قليلًا عن 200 مليون دولار أمريكي لمواصلة الاستجابة الطارئة للاجئين السودانيين في دول الجوار خلال الأشهر الستة المقبلة. كما يحتاج إلى 575 مليون دولار أمريكي إضافية لتنفيذ عملياته المنقذة للحياة داخل السودان.
وقال إنّ ملايين اللاجئين السودانيين الذين فرّوا إلى دول الجوار يواجهون خطر الانزلاق نحو مزيد من الجوع وسوء التغذية، في وقت تفرض فيه أزمات التمويل الحادة تخفيضات هائلة على المساعدات الغذائية المنقذة للحياة.
وأفاد برنامج الأغذية العالمي أنه يقدم المساعدات الطارئة للاجئين الفارّين إلى سبع دول مجاورة، وهي: إفريقيا الوسطى، تشاد، مصر، إثيوبيا، ليبيا، جنوب السودان وأوغندا. كما وسّع البرنامج نطاق دعمه ليشمل المجتمعات المضيفة.
ووصل إلى تشاد 860 ألف لاجئ سوداني منذ بداية الحرب في السودان قبل أكثر من عامين، ولا يزال نحو ألف لاجئ يصلون يوميًا إلى تشاد، معظمهم من شمال دارفور، بأعداد مماثلة لمعدلات الوصول المرتفعة التي شوهدت في بداية الحرب.
كما استقبلت مصر نحو 1.5 مليون سوداني ممن تضرروا جراء النزاع الذي بدأ قبل عامين.
ويقدم برنامج الأغذية العالمي، مساعدات غذائية شهرية ودعمًا تغذويًا لنحو 50 الف لاجئ في ليبيا، معظمهم فرّوا من السودان منذ بداية الحرب عام 2023. وهذا العدد يمثل جزءًا بسيطًا من نحو 313,000 لاجئ سوداني وصلوا إلى ليبيا خلال العامين الماضيين.
وأكد البرنامج أن استمرار تقديم المساعدات الغذائية بات يفوق التمويل المتاح.
وقال منسق عمليات الطوارئ في برنامج الأغذية العالمي شون هيوز: “نحن أمام أزمة إقليمية كاملة الأبعاد تتفاقم في بلدان تعاني أصلًا من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي والصراعات. ويعتمد ملايين الفارّين من السودان بشكل كامل على دعم البرنامج، ولكن من دون تمويل إضافي سنُجبر على إجراء مزيد من التخفيضات. وسيترك ذلك العائلات الأكثر ضعفًا – وخاصة الأطفال – في خطر متزايد من الجوع وسوء التغذية”.
ويُعد الأطفال أكثر الفئات عرضةً لتأثيرات انعدام الأمن الغذائي الممتد. فقد تجاوزت معدلات سوء التغذية الحاد العالمي (GAM) بين الأطفال اللاجئين في مراكز الاستقبال بأوغندا وجنوب السودان عتبة الطوارئ، إذ يعاني كثير من الأطفال من سوء التغذية حتى قبل وصولهم لتلقي المساعدات.
وفي داخل السودان، وسّع برنامج الأغذية العالمي نطاق عملياته ليصل إلى أكثر من 4 ملايين شخص شهريًا – أي أربعة أضعاف عدد المستفيدين في بداية عام 2024. كما تم توسيع نطاق الدعم للاجئين الجدد في دول الجوار؛ ففي تشاد، ضاعف البرنامج سعة المخازن أربع مرات.
كما وسّع البرنامج وفقاً لبيانه، من خطوط الإمداد لدعم تدفق اللاجئين القادمين من دارفور وضمان استدامة العمليات العابرة للحدود إلى السودان. وفي مصر وجنوب السودان، كثّف البرنامج المساعدات النقدية بعد اندلاع النزاع في 2023، وقام بتسجيل الأسر السودانية المؤهلة في غضون ساعات من وصولها لتلقي الدعم الفوري.
ودعا برنامج الأغذية العالمي، المجتمع الدولي إلى تعبئة موارد إضافية لضمان استدامة المساعدات الغذائية والتغذوية للاجئين السودانيين والمجتمعات المضيفة.
وأكد هيوز :”في النهاية، فإن الدعم الإنساني وحده لن يضع حدًا للنزاع والنزوح القسري – هناك حاجة ماسة لتحرك سياسي ودبلوماسي عاجل على الصعيد العالمي لإنهاء القتال وتحقيق السلام والاستقرار”.