أخبار | السودان الحرة
بقلم – مبارك صباحي
تواصل الجمعية الخيرية رحلة الوفاء لأهل العطاء، والتي جاءت هذه المرة تكريماً ووفاءً لعميد الفن السوداني الراحل الأستاذ أحمد المصطفى، بمناسبة قدوم ابنه الأصغر (أكرم) إلى العاصمة السعودية الرياض. الحديث عن العميد أحمد المصطفى مطول، فقد كان – رحمه الله – شخصية متفردة ومختلفة في الحضور وفي تعامله مع الناس والحياة.
صورته لا تتغير في ذهنك مهما اختلفت الظروف، فالراحل العزيز الأستاذ أحمد المصطفى ترك أثراً ووضع بصمة أسعد بها الآخرين، ليس في مجال الفن فحسب، بل في كل مجالات الإنسانية والحياة. ويُعد ظاهرة في الحياة الفنية السودانية المعاصرة، ويعترف له الكثيرون بالفضل في تغيير الفكرة الراسخة في أذهان كثير من أهل السودان عن الفن والفنانين، الذين كانوا يُنظر إليهم كـ(صعاليك) فقط، إلى النظر إلى الفن عموماً كقيمة إنسانية ذات هيبة واحترام.
وكان وقار جسده العميد في نفسه، وفي تعامله وتعامل الناس معه، هادئ الطبع موفور الإبداع، مما جعله موضع احترام وثقة جميع من ألفوه وعرفوا طبعه وتطبعه. فكان خير سفير وخير قدوة للفنانين وللفن السوداني على المستويات المحلية والإقليمية والدولية.
فلنحيَ ذكرى الراحل العزيز، عميد الفن الأستاذ أحمد المصطفى، في شخص ابنه الأصغر الكابتن الطيار أكرم أحمد المصطفى، الذي درس الطيران في الولايات المتحدة الأمريكية، وطاب به المقام هناك، وحمل جينات والده، وهو رائع في كل شيء: أدباً وخلقاً وتهذيباً وصوتاً شجياً يشرح النفس ويسعد الوجدان.
يقول الكابتن أكرم إن والده قال له: “لو سألوك من أين أنت؟ فقل لهم: أنا من العيلفون وأسكن في الدبيبة!” وهذا القول تجسيد آخر لأواصر المحبة والقربى والتلاحم الروحي التي تجمع بين العيلفون والدبيبة.
التحية والتجلية والاحترام للجمعية الخيرية لأبناء العيلفون بالرياض، وعلى رأسها الدكتور بدر الدين السر (بدر البدور)، بهذه اللفتة البارعة وهذا التكريم الفخيم الذي حجبت عنه الأضواء، إلا أن دلالاته ومعانيه ستبقى ما بقي الزمان!
وتحية مثلها لابننا العزيز الكابتن الطيار أكرم أحمد المصطفى، تحية عبرة تمتد لكل أهلنا في الدبيبة، معقل الإبداع والمبدعين والجمال، وهم يتأهبون للعودة إلى ديارهم لبدء رحلة جديدة من العطاء والرسوخ والإبداع!