زار العاصمة الصومالية مقديشو، وفد سوداني رفيع المستوى برئاسة الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل، مدير جهاز المخابرات العامة، والفريق ركن محمد علي صبير، رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية. وكان في استقبال الوفد الرئيس الصومالي الدكتور حسن شيخ محمود، في قصر الرئاسة بالعاصمة.
وقام الفريق أول مفضل بتسليم الرئيس الصومالي رسالة خطية من رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان. وتناولت الرسالة سبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، مع التركيز على تعميق العلاقات في المجالات الاستخباراتية والأمنية، بهدف مواجهة التحديات المشتركة، خاصة في مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن الإقليمي.
وأكد الجانبان خلال اللقاء على أهمية تطوير آليات التنسيق المشترك بين أجهزة الاستخبارات في البلدين، وتبادل الخبرات والمعلومات لدعم الاستقرار في القرن الأفريقي. كما ناقش الوفد السوداني والمسؤولون الصوماليون التحديات الأمنية الإقليمية، بما في ذلك مكافحة الجماعات الإرهابية وتأمين الحدود المشتركة.
وتأتي هذه الزيارة في إطار حرص البلدين على تعزيز العلاقات الاستراتيجية، حيث يتقاسم السودان والصومال تحديات أمنية مشتركة تتطلب تعاونًا وثيقًا. وأشاد الرئيس الصومالي بالعلاقات التاريخية التي تربط البلدين، معربًا عن تطلعه لتوسيع آفاق التعاون في مختلف المجالات.
واختتم الوفد السوداني زيارته بلقاءات مع كبار المسؤولين الأمنيين الصوماليين، حيث تم الاتفاق على وضع خطة عمل مشتركة تشمل تبادل الزيارات والتدريب، إلى جانب تعزيز التعاون في مجالات مكافحة الجريمة العابرة للحدود.
في تصريح مباشر، وجه قائد لواء البراء بن مالك، المصباح أبو زيد طلحة، سؤالاً إلى رئيس مجلس الوزراء والمسؤولين الحكوميين، مطالباً بتحول جذري في موقف الدولة تجاه الحرب الدائرة في البلاد.
وقال المصباح في منشور له على صفحته الرسمية على فيسبوك: “متى سيرتدي السيد رئيس مجلس الوزراء وأعضاء الحكومة والوزراء والولاة وموظفو الدولة البزة العسكرية، في رسالة للعالم أن السودان بأسره قد نهض ليخوض معركة الوجود؟ إلى متى ننتظر إعلان الحكومة حكومة حرب؟ لقد بلغت الحرب كل بيت، فلتكن الدولة كلها في الميدان — قولاً وفعلاً ومظهراً وموقفاً”.
وأضاف المصباح، الذي يقود اللواء القتالي البارز، أن البلاد بحاجة ماسة إلى خدمة إلزامية تبدأ بتعيين الولاة والوزراء على رؤوس المتحركات، مشدداً على ضرورة أن يتقدم المسؤولون الصفوف الأمامية لتعزيز الروح القتالية وتوحيد الجهود الوطنية.
وكان لواء البراء بن مالك قد برز في الآونة الأخيرة كوحدة فعالة في مواجهة ميليشيا الدعم السريع، مما يعكس الضغط المتزايد على القيادة السياسية لاتخاذ إجراءات حاسمة.
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الجمعة، أن الصور المروعة القادمة من السودان تمثل اختباراً شديداً للبشرية، محذراً من أن التزام الصمت إزاء الظلم يجعل المرء شريكاً فيه. جاءت تصريحاته خلال انطلاق فعاليات منتدى TRT World Forum 2025 في إسطنبول، ليسلط الضوء على الأزمة الإنسانية في إقليم دارفور، خاصة مدينة الفاشر.
وقال أردوغان: “لا يمكننا أن نكون من بين أولئك الذين يلتزمون الصمت في مواجهة الظلم. يجب على كل شخص لديه ضمير أن يرفع صوته ضد القمع”. وأضاف أنه لا يمكن لأحد من الضمير أن يقبل المذابح التي تستهدف المدنيين في شمال دارفور – الفاشر، مؤكداً إدانة تركيا الشديدة لهذه الفظائع.
وأوضح الرئيس التركي أن اللقطات التي شاركها الصحفيون تهز الضمائر، مشدداً على أن واجب الصحافة في تسليط الضوء على الحقيقة له أهمية حيوية. ودعا إلى وقف الهجمات في الفاشر فوراً، وضمان سلامة المدنيين الأبرياء، قائلاً: “فلا يسكب دماء أخيه، ولا تدع الأطفال والنساء والمدنيين يموتون. وهذا مطلبٌ أساسيٌّ للبشرية”.
وأعلن أردوغان استعداد تركيا لحماية الضحايا، مشيراً إلى أن المراقبة ليست كافية – هناك حاجة إلى التدخل والدعم. وخاطب المجتمع الدولي قائلاً: “لا يمكن للمجتمع الدولي أن يتجاهل المذابح في الفاشر؛ يجب اتخاذ خطوات ملموسة وعاجلة”. وأكد أنه قد حان الوقت لتحمُّل المسؤولية نيابةً عن الإنسانية.
يأتي موقف أردوغان في ظل استباحة مليشيا الدعم السريع للفاشر، والتي أسفرت عن سقوط آلاف الضحايا المدنيين ونزوح آلاف آخرين، وسط تحذيرات أممية من كارثة إنسانية وشيكة.