أخبار | السودان الحرة
نيويورك – السوداني
في كلمة ألقاها في وقت متأخر من ليل الخميس، خلال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، أكد رئيس وزراء السودان الدكتور كامل إدريس التزام حكومته المدنية بتعزيز الحكم المدني والانتقال الديمقراطي، وذلك نيابة عن الشعب السوداني ووفاءً لتعهد الرئيس عبد الفتاح البرهان بتعيين حكومة مدنية مستقلة. وجاءت الكلمة أمام رئيسة الجمعية العامة السيدة أنالينا بيربوك والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بحضور قادة الدول والوفود الدولية.
واستهل إدريس كلمته بالتأكيد على شعار “أمل يتجدد في وحدتنا وقوة تكمن في سلمنا”، مشدداً على ضرورة مواجهة التحديات العالمية التي تهدد استقرار الأنظمة الدولية، بما في ذلك تآكل القانون الدولي وتفاقم جرائم الإبادة الجماعية والعدوان. وأشار إلى معاناة السودان من جرائم ميليشيا الدعم السريع المتمردة؛ التي تسببت خلال السنوات الثلاث الماضية في تهجير المواطنين وارتكاب أعمال قتل ونهب واغتصاب، بهدف السيطرة على البلاد ونهب ثرواتها وتغيير ديموغرافيتها.
دعوة لتعزيز التعاون الدولي
دعا إدريس إلى بناء الثقة والشفافية وتعزيز دور الجمعية العامة في الدبلوماسية الوقائية وحل النزاعات سلمياً، مشيراً إلى أهمية الاستفادة من مبادرة الأمم المتحدة (80) وقمة المستقبل. وأعرب عن رفض السودان للعقوبات الأحادية التي تُفرض لأسباب سياسية، معتبراً أنها تنتهك القانون الدولي وتهدد حقوق الشعوب في التنمية والرفاهية، خاصة في الدول النامية. كما ندد باستغلال حقوق الإنسان كأداة للضغط السياسي، وجدد رفض بلاده لخطاب الكراهية والعنصرية والإسلاموفوبيا.
أولويات حكومة الأمل
أكد رئيس الوزراء أن الحفاظ على سيادة الدولة ومؤسساتها الوطنية يمثل قضية وجودية للشعب السوداني، مشدداً على أن التحول الديمقراطي لن يتحقق دون تقوية هذه المؤسسات. وطالب المجتمع الدولي بوقف تدفق الأسلحة إلى الميليشيات الإرهابية، وإدانتها وتصنيفها كجماعات إرهابية، محذراً من أن انتهاك قرار مجلس الأمن 1591 يطيل أمد الحرب ويعرقل السلام.
وأشار إدريس إلى التزام حكومته بخارطة طريق وطنية تشمل “وقف إطلاق النار، انسحاب ميليشيا الدعم السريع من المناطق المحتلة، رفع الحصار عن مدينة الفاشر، وتسهيل عودة النازحين واللاجئين”. كما أكد على أن تشكيل حكومة تكنوقراط مدنية لقيادة حوار وطني شامل يمهد لانتخابات حرة ونزيهة، مع التزام بتسهيل عودة السودانيين في المهجر للمشاركة في هذا الحوار.
التزام بالقانون الدولي وحماية المدنيين
أكدت الحكومة السودانية التزامها بالقانون الدولي الإنساني، وقدمت خطة وطنية شاملة لحماية المدنيين تشمل آليات لتسهيل المساعدات الإنسانية ومكافحة العنف ضد النساء والأطفال. كما جددت دعوتها للمجتمع الدولي لدعم الحلول الأفريقية للنزاعات، بعيداً عن التدخلات الأجنبية، محذرة من أن الصمت الدولي إزاء جرائم الميليشيات يشجع استمرار انتهاكاتها.
موقف القضية الفلسطينية والعدوان على قطر
في سياق إقليمي، أعرب إدريس عن قلقه من التصعيد في الشرق الأوسط، خاصة في فلسطين وقطاع غزة، مؤكداً أن الاستقرار في المنطقة يتطلب حلاً عادلاً وشاملاً للقضية الفلسطينية يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس. كما أدان الهجوم الإسرائيلي على سيادة قطر، معتبراً أنه يهدد السلم والأمن الدوليين.
سيادة السودان
واختتم إدريس كلمته بالتأكيد على التزامه بتحقيق كرامة الشعب السوداني وسيادة بلاده، رافضاً أي إملاءات تتعارض مع الأمن القومي. وأكد أن حكومة الأمل المدنية ستواصل العمل على تحقيق السلام، محاربة الفقر والفساد، وإعادة الإعمار، مع التركيز على إشراك النساء والشباب في الحوار الوطني لضمان مستقبل ديمقراطي مستقر للسودان.