من المعلوم أن منطقة دايار المجانين وما حولها تقع تحت سيطرة ميليشيا الدعم السريع منذ اجتياحها لولاية شمال كردفان.
منذ بداية دخول عصابات الميليشيا، تقدمت الإدارة الأهلية بقيادة ناظر عموم المجانين، الأمير “سليمان جابر”، وطلبت من الميليشيا عدم التمركز داخل المدينة، والاكتفاء باختيار منطقة بعيدة عن المواطنين للإقامة فيها، مع السماح لهم بدخول المدينة عند الحاجة للسوق أو المستشفى أو غيرهما من الخدمات. ونتيجة لذلك، كانت الميليشيا ترسل دورية تدخل المدينة وتتجول فيها.
وفقًا لروايات شهود عيان من داخل المدينة، فإنه في يوم الخميس الموافق 16 أكتوبر، جاء خمسة من جنود الميليشيا إلى مركز خدمة إنترنت “ستار لينك”، وقاموا بجمع هواتف الزبائن. فقاوم الشباب هذا النهب السافر، وتمكن ثلاثة منهم من تجريد ثلاثة من جنود الميليشيا من أسلحتهم وأردوهم قتلى في الحال، بينما فر الجنديان الآخران من المكان.
في صباح اليوم التالي، عثرت دورية الميليشيا على جثث الجنود الثلاثة، مما أدى إلى توتر الوضع في المدينة. وقامت قوات الميليشيا بمنع العربات من مغادرة المدينة إلى الأسواق القريبة مثل “أم درور”، وحظرت على التجار والمواطنين الخروج من المدينة. توجهت الإدارة الأهلية إلى قيادة الميليشيا وطالبتهم بعقد اجتماع في اليوم نفسه بعد صلاة الجمعة في مكان محدد، وتم إبلاغ الميليشيا بمكان وساعة الاجتماع.
بعد صلاة الجمعة مباشرة، بدأ أعضاء الإدارة الأهلية وأهل الحل والعقد بالتوافد إلى مكان الاجتماع. وقبل اكتمال وصول جميع أعضاء الإدارة الأهلية، وقبل حضور قادة الميليشيا، قصفت طائرة مسيرة مكان الاجتماع.
دعك من إعلاميي الميليشيا المأجورين وأكاذيبهم، وفكر في التالي: إذا كانت المسيرة تابعة للجيش، فلماذا لم تقصف قوات الميليشيا الموجودة في المنطقة؟ وإذا افترضنا أن الجيش أراد قصف مكان الاجتماع -وهو أمر غير منطقي- فلماذا لم ينتظر حضور قادة الميليشيا للاجتماع للقضاء عليهم؟ والأهم، لماذا لم يحضر قادة الميليشيا الاجتماع بينما تواجد عدد كبير من قادة الإدارة الأهلية؟
تتفنن الميليشيا في قتل وتنكيل وإذلال قادة الإدارة الأهلية، وسجنهم واستهدافهم بالمسيرات. وقد فعلت ذلك منذ بداية الحرب في جميع ولايات السودان، وما زالت تفعله حتى اللحظة في ولايات غرب كردفان ودارفور، والشواهد على ذلك بالمئات.
رحم الله قادة الإدارة الأهلية من أهلنا المجانين، وأسكنهم فسيح جناته مع الصديقين والشهداء. ولعن الله جنود الميليشيا الشيطانية، وعذّب أجسادهم النتنة وأرواحهم الملعونة إلى يوم الدين.
أعلن المدير العام لوزارة الصحة بولاية الخرطوم، الوزير المكلف الدكتور فتح الرحمن محمد الأمين، عن تشغيل قسم الحروق والجروح بمستشفى الخرطوم بحري، وذلك خلال الاحتفال باليوم العالمي للحروق الذي نظّمته الإدارة العامة للجودة والتطوير الإداري بالوزارة اليوم.
وأكد الدكتور فتح الرحمن محمد الأمين أنّ الوزارة تسعى إلى الاستغلال الأمثل للموارد الصحية وتقليل التكلفة، مشددًا على أهمية توعية المواطنين بالمخاطر الطبية ودور مُحضِّري العمليات في تحسين جودة الخدمات.
حقّق فريق جراحة العظام بمستشفى أم درمان التعليمي، إنجازاً طبياً جديداً بإجراء أول عملية استبدال مفصل كامل (مخروقة كامل الكسر) خلال فترة الحرب، وذلك رغم النقص الحاد في الإمكانيات والمعدات الجراحية.
وأُجريت العملية بواسطة الفريق المكون من د. عمار الطيب، د. محمد عبد العزيز ود. خوجلي يوسف، بمشاركة عدد من الأطباء الشباب في وحدة العظام بالمستشفى.
وأوضح د. محمد عبد العزيز، استشاري جراحة العظام والإصابات، أن العملية تأتي في إطار جهود الوحدة لتوطين جراحات استبدال المفاصل والمناظير داخل المستشفى الحكومي، مؤكداً أن هذا النجاح تحقّق بفضل عزيمة الشباب وتكاتف الجهود رغم صعوبة الظروف التي تمر بها البلاد.
وأشار إلى أن الهدف من هذا التوجه هو تمكين المستشفيات الحكومية من إجراء هذه العمليات المعقدة لخدمة المرضى من ذوي الدخل المحدود، حتى لا تبقى حكراً على المستشفيات الخاصة. وأضاف أن الفريق عازمٌ على الاستمرار في هذا النهج وتدريب الأطباء الشباب على هذا النوع من الجراحات لخدمة المجتمع في كل الظروف.
من جانبه، أشاد البروفيسور عبد المنعم علي القاسم، المدير العام لمستشفى أم درمان التعليمي بهذا الإنجاز الطبي، مثمناً الجهود الكبيرة التي بذلها الفريق الجراحي رغم شُـح الإمكانيات.
وقال إنّ ما تحقق اليوم يُعد إنجازاً يُرفع له القبعات، مشيراً إلى أن إدارة المستشفى ستواصل دعم برامج توطين التخصصات الدقيقة وتوفير بيئة عمل تسهم في تطوير مهارات الكوادر الطبية لخدمة المواطن السوداني بأعلى المستويات.