نجحت إدارة المباحث المركزية بولاية نهر النيل في تحقيق إنجاز أمني بارز، تمثل في تفكيك شبكة إجرامية محترفة تنشط في جرائم تزوير المستندات والاحتيال الإلكتروني، والتي تمتد أنشطتها خارج الحدود عبر شبكة الإنترنت.
وأشاد والي ولاية نهر النيل، الدكتور محمد البدوي عبد الماجد أبو قرون، بالكفاءة والمهنية العالية التي أظهرتها شرطة الولاية، ممثلة في إدارة المباحث الجنائية المركزية، في التصدي لهذه الشبكة الإجرامية. جاء ذلك خلال زيارته لشرطة الولاية، بحضور أعضاء لجنة أمن الولاية واللواء شرطة الدكتور قرشي السر السيد، مدير شرطة الولاية، وعدد من قيادات الشرطة.
وأكد الوالي أن هذا الإنجاز يعزز ثقة المجتمع في الأجهزة الشرطية، ويبرهن على قدرتها على حماية الأمن والاستقرار، مشدداً على استمرار دعم حكومة الولاية للشرطة والأجهزة النظامية لمكافحة الجريمة بكافة أشكالها التقليدية والحديثة.
من جانبه، أوضح اللواء شرطة الدكتور قرشي السر السيد أن العملية تأتي في إطار جهود المباحث المركزية المستمرة لرصد وملاحقة الشبكات الإجرامية العابرة التي تهدد الاقتصاد الوطني وأمن المجتمع باستخدام التقنيات الحديثة. وأشاد بالتنسيق العالي بين إدارات الشرطة المختلفة، والذي أسهم في توقيف عناصر الشبكة وإحباط أنشطتها غير القانونية.
وكشف المقدم شرطة جعفر عوض خلف الله، مدير المباحث المركزية بالولاية، أن العملية بدأت بناءً على معلومات دقيقة عن نشاط الشبكة في تزوير المستندات والاحتيال عبر الإنترنت. وأسفرت الخطة الأمنية المحكمة عن توقيف خمسة متهمين، أقروا خلال التحقيقات بارتكابهم الجرائم المنسوبة إليهم. كما كشف تفريغ هواتفهم المحمولة عن وجود كمية كبيرة من المستندات المزورة، تشمل شيكات مصرفية، شهادات بحث، وثائق ثبوتية، وخطابات رسمية مزيفة.
وأكد المقدم جعفر أن الإجراءات القانونية قد اتخذت بحق المتهمين بقسم شرطة دائرة الاختصاص، تمهيداً لتقديمهم إلى العدالة، في خطوة تعكس التزام شرطة الولاية بتضييق الخناق على الجريمة المنظمة وحماية المجتمع.
في حي الرضوان الهادئ بأسوان، حيث يلتقي النيل بالرمال الذهبية، انفجر فرح غامر يعكس أملاً يتحدى الظلام. رهف الأمين الطيب البشير حققت إنجازاً يُكتب في سجل التاريخ، فقد حازت المركز الأول في الشهادة السودانية المؤجلة لعام 2024، بسبب الحرب، بنسبة مذهلة بلغت 97% من علاماتها الكلية. لم يكن هذا النجاح مجرد درجات على ورقة، بل شهادة حياة وشهادة صمود أمة تقاوم تحت وطأة الحرب.
“أنا فخورة جداً بهذا الإنجاز، وأهديه لأسرتي وللشعب السوداني الصابر وقواته المسلحة البطلة”، تقول رهف بعيون دامعة من الفرح في حوارها مع صحيفة (السوداني). كانت جالسة في منزل أسرتها المتواضع، محاطة بحب أمها المعلمة وإخوتها. هذه الأسرة التي فرت من أهوال الحرب في السودان وصلت إلى أسوان في رحلة نزوح شاقة امتدت أسابيع، مليئة بالمخاطر والفقدان.
“تركنا كل شيء خلفنا، لكننا لم نترك أحلامنا”، تضيف رهف، التي أكملت دراستها الثانوية تحت إشراف القنصلية السودانية في أسوان، حيث أقيم مركز الامتحانات بالتنسيق مع سلطات محافظة أسوان.
الإعلان عن نتائج الشهادة السودانية لم يكن حدثاً عابراً. تقاطر عشرات من أبناء الجالية السودانية إلى منزل رهف يحملون الزهور والحلويات، في مشهد يشبه احتفالاً وطنياً مصغراً. في مقدمتهم الفريق أول عماد عدوي، سفير السودان بالقاهرة، والقنصل العام للسودان في أسوان السفير عبدالقادر عبدالله.
“رهف ليست مجرد طالبة ناجحة، بل رمز للمثابرة والتميز الأكاديمي الذي يتحدى كل الظروف”، قال السفير عدوي في كلمة مؤثرة ألقاها وسط الحشد. وأشاد بالحكومة المصرية التي فتحت أبوابها واسعة، مؤكداً أنها أتاحت إقامة مراكز امتحانات في القاهرة وأسوان والإسكندرية، مما سمح لآلاف الطلاب السودانيين بمواصلة تعليمهم دون انقطاع.
أما القنصل، فقد امتلأت كلمته بالشكر للسلطات المحلية في أسوان، التي تعاونت مع القنصلية لإنشاء المركز الامتحاني. “هذا النجاح ليس لرهف وحدها، بل لكل من ساهم في جعله ممكنًا”، قال، مشيراً إلى الدعم اللوجستي والأمني الذي قدمته المحافظة.
رهف، التي تفوقت في جميع المواد، كانت تدرس ليلاً ونهاراً، تفكر في والدها الذي يعمل في السودان من أجل توفير حياة كريمة لهم في مصر، وفي والدتها التي ضحت بكل شيء من أجلها، وفي وطنها الذي يحتاج إلى أبنائه النوابغ.
المفاجأة كانت في أن رهف ترغب في دراسة الاقتصاد، ولم تختار الطب أو الهندسة كما يفعل الأوائل دوماً. حتماً سيزدهر السودان حينما يضخ نوابغه، مثل رهف وأخواتها، عصارة علومهم في نهضة البلد.
وسط الفرحة، تبرز قصة رهف كرسالة إنسانية عميقة. في زمن تُمزق فيه الحرب الأحلام، أصبحت رهف رمزاً للأمل في السودان.
في أسوان، حيث يلتقي التاريخ بالحاضر، أضاءت رهف شمعة لا تنطفئ، تذكر الجميع بأن الصمود أقوى من كل شيء، وبالعلم ستقود رهف ونوابغ السودان نهضة البلاد من ركام الدمار.
أعلنت وزارة التعليم والتربية الوطنية، نتيجة امتحانات الشهادة الثانوية المؤجلة للعام 2024، بنسبة نجاح بلغت 68.5%.
وأوضح د. التهامي حسن حجر، وزير التعليم والتربية الوطنية، في مؤتمر صحفي اليوم، أن الطالبة رهف الأمين الطيب من مدرسة القنصلية السودانية بأسوان قد أحرزت المركز الأول بنسبة نجاح بلغت 97%.
فيما أحرز الطالب مؤيد الصادق علي الأمين من مدرسة أبو ذر الكودة المركز الثاني بنسبة 96.4%.
وأضاف التهامي أنّ عدد مراكز الامتحانات قد بلغت 2018 مركزاً داخل وخارج السودان، وعدد المسجلين للامتحان بلغ 222393 طالباً وطالبة، وعدد الجالسين بلغ 193809 طلاب وطالبات، فيما بلغ عدد الناجحين 132817 طالباً وطالبة.
وأشار إلى أنّ عدد الجالسين من القسم الأكاديمي بلغت نسبتهم 98.5%، والفني 65.8%، والديني 80.5%.