أثار شعر رأسي خوفاً وفزعاً عنوان خبر نشرته (المجرة برس) حول تصريح للبرهان يوشك أن يُخرج القلوب من أقفاصها الصدرية، وضع محرر المجرة العنوان في قالبٍ مُزعج ومخيف؛ ربما عمدَ إلى الإثارة أو إلى تنبيه المشفقين على وطن اسمه (السودان)، تقول مفردات الخبر: “تصريح خطير .. البرهان: البلاد تعاني من جوع وغلاء وجشع وقبلية”.
واستهلت (المجرة) مقدمة خبرها باعتراف البرهان بأن بلاده: “تواجه صراعات قبلية، وجشع وغلاء في الأسعار، واقتصاد متدهور، وجوع يعاني منه الشعب السوداني، وانفراط في عقد الأمن”، تصريح خطير فعلاً – إن صحت الرواية – يُقرِّبنا من الحالة اللبنانية، فساحتنا المائجة بالخلافات السياسية، وبطغيان القبلية والمناطقية تستنسخ نهج ديموقراطية لبنان.
وأرجع رئيس الدولة، وقمة هرمها، سبب هذه الأوضاع المزرية إلى: “رفض وممانعة السياسيين للجلوس للحوار والتفاوض”. واختتم الخبر بعبارة متوسلة وضارعة ومستعطفة وجهها صاحب الصولجان إلى رافضي الحوار: “انظروا إلى حال الشعب السوداني، وكفوا عن المزايدة والمكابرة”. هذه العبارة المستجدية توحي بأن ثمة عجزٍ ما في كابينة القيادة و (قِلَّة حيلة) في مستويات الحُكم، فإن حجب المعنيون نظرهم عن حال الشعب السودان؛ فسيستعصي الداء ولا دواء في (صيدلية) القرار الداخلي، وبالتالي يلزم استيراد العلاجات لمشكلة السودان المزمنة من الخارج، ولعل في التصريح تلميحاً بالاستعانة (بأصدقاء السودان)، وتحذيراً من مغبَّة الفشل وانهيار الوطن حال المزايدة والمكابرة، إذن إنقاذ الوطن – بحسب هذا التصريح – يكمن في رقَّة قلوب ساستنا، وما تمور به من مشاعر الشفقة على مواطن اشتدت عليه وطأة المؤونة فقصمت ظهره، ورضَّت عظامه، وهتكت عفافه، وأراقت ماء وجهه، وأسلمته إلى ما لم يعتد عليه من المسكنة والانكسار.
وثمة سؤال يطرح نفسه: أين أعضاء مجلس السيادة (كوحدة عضوية) من مثل هذه التصريحات ومضامينها التي تستبطن تهديدات لكيان الدولة ووجودها على الخارطة؟
نعم يا ريس، “لا أحد لديه مصلحة في أن يجوع الشعب السوداني، ولا أحد لديه مصلحة أن ينفرط عقد الأمن”؛ إلا ما ظهر جليًّا من تفريط أو عدم مبالاة المتحكمين في إدارة دفَّة الحُكم في بلادنا!!.. (اللهم اخرس الألسنة من استعجال إعلان الإفلاس).
كشفت تقارير صحافية، عن أن ميليشيا الدعم السريع قامت بتصفية ضباط من الجيش السوداني عقب معارك دارت بمنطقة رهيد النوبة بولاية شمال كردفان.
ووفق مقطع فيديو متداول، فقد ألقت عناصر لميليشيا الدعم السريع القبض على مجموعة من الضباط بالجيش السوداني، واستفسرتهم للحصول على بعض المعلومات قبل أن تطلق النار عليهم.
قال رئيس مجلس السيادة الانتقالي، القائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، إنّ الحكومة منفتحة لأي جهود تسعى لإيقاف الحرب شريطة الحفاظ على سيادة ووحدة البلاد وصون مؤسساتها الوطنية.
وأضاف: “لا يمكن أن نرهن سيادتنا لأي دولة مهما كانت علاقتنا معها”، وجدّد البرهان التزام الدولة بحماية ورعاية كل من يلقي السلاح وينحاز للصف الوطني.
والتقى البرهان بمقر السفارة السودانية بالدوحة، عدداً من المفكرين والإعلاميين والمثقفين ورجال الأعمال السودانيين بدولة قطر، وذلك على هامش مشاركته في القمة العربية الإسلامية.
وتطرّق اللقاء لمجمل الأوضاع في السودان على ضوء الحرب التي يخوضها الشعب السوداني بجانب الجيش السوداني.
وجدّد وقوف السودان ودعمه لقطر في مواجهة العدوان الإسرائيلي.
وقدم البرهان، تنويراً حول الوضع في السودان، ولفت إلى أن السودان يخوض حرباً مصيرية من أجل عزة وكرامة الشعب السوداني.
وأشار إلى الانتصارات التي وصفها بالعظيمة التي حققها الجيش السوداني والقوات المساندة لها في محاور العمليات كافّة.
مؤكداَ أن ذلك لم يكن ليحدث لولا التفاف الشعب حول الجيش وإيمانه العميق بقدرته على حسم مليشيا الدعم السريع الإرهابية.
وقال البرهان: “أي سياسي معارض يرجع لرشده وصوابه سيجد الساحة السياسية مرحبة به”.
وأوضح رئيس المجلس السيادي أنّ الشعب السوداني سينتصر في حربه الوجودية ضد ما أسماها المليشيا المتمردة، وأضاف: “لن نضع السلاح حتى نفك الحصار عن الفاشر وزالنجي وبابنوسة وكل شبر دنّسه التمرد”.
وأعرب الفريق أول ركن البرهان، عن شكره وتقديره للجيش السوداني والقوات النظامية والقوات المشتركة والمقاومة الشعبية بكل مسمياتها.
استأنفت الخطوط الجوية التركية، رحلاتها إلى مطار بورتسودان الدولي اليوم الأربعاء، وذلك بعد توقف دام منذ أبريل 2023 بسبب الحرب في السودان.
وجاء قرار استئناف الرحلات في إطار تحسن الأوضاع الأمنية في المنطقة، حيث يعتبر مطار بورتسودان أحد أهم المطارات السودانية التي تستقبل الرحلات الدولية. ومن المتوقع أن تسهم هذه الخطوة في تعزيز الحركة التجارية والاقتصادية، وتسهيل تنقل المواطنين والمسافرين من وإلى السودان.
وقالت الخطوط الجوية التركية، إن الشركة ستوفر رحلات منتظمة إلى بورتسودان، مع خطط لزيادة وتيرة الرحلات بناءً على الطلب. كما كشفت مصادر مطلعة أنّ عدداً من شركات الطيران الأجنبية الأخرى تستعد لاستئناف رحلاتها إلى المطار خلال الأشهر القادمة، مما يعكس تزايد الثقة في استقرار الوضع الأمني.
يُذكر أنّ مطار بورتسودان قد شهد تحسينات كبيرة في البنية التحتية خلال الفترة الماضية، لضمان تقديم خدمات متميزة للمسافرين والشركات على حد سواء.