Connect with us

اخبار السودان

د. الشفيع خضر سعيد يكتب: مداخل حل الأزمة السودانية

نشرت

في

د. الشفيع خضر سعيد يكتب: مداخل حل الأزمة السودانية


الوضع الراهـن يزداد تأزمـا، ويـتطلب عـلاجـا عـلى مـرحـلتين:

الأولـى: هـي تـدخـل عـاجل لـتفعيل الآلـية الملائمة لــتحقيق الانــتقال مــن الــوضــع الــحالــي، إلـى وضــع تـقوده حـكومـة مـدنـية مـقبولـة شـعبيا، تـعمل لـتلافـي مـزالـق الانـهيار الاقـتصادي والـتدهـور الأمـني. هـذه المرحلة لا تحتمل الانتظار، وهـــي أشـــبه بمرحلة طـــوارئ عـــاجـــلة لإســـعاف مريـض فـــي وضع حـرج وإنـقاذ حـياتـه قـبل إدخـالـه لـلتنويـم فـي أسـرة المسـتشفى لاسـتكمال الـتشخيص والـعلاج. ومـرحـلة الـتنويـم هـذه تـعادل المـرحـلة الـثانـية فـي عـلاج أزمـة الـبلاد، وهـي مـرحـلة إطـلاق الـحوار الـشامـل عـبر آلـية المـائـدة المسـتديـرة أو غــيرها، لـتثبيت أركـــان أي إتـــفاق أو تـــوافـــق يحـــدث فـــي المـرحلة الأولى، وتـتبنى مـــشاريـــع وخطط محـــددة وبـرامـج تـفصيلية تسـتجيب لمطالـب الـشارع وشـعارات الـثورة.

المـرحـلة الـثانـية هـذه، مـرحـلة الـحوار الـشامـل، هـو مـا تـسعى إلـيه وتـعمل مـن أجـله المـبادرة الأمـمية لـدعـم الـفترة الانـتقالـية فـي الـسودان، “يـونـيتامـس” وقـد أنجـزت يـونـيتامـس الـفصل الأول مـن نـشاطـها ومـضمونـه قـيادة عـملية الـتشاور الـسياسـي مـع كـل مجـموعـات وفصائل أصـحاب المــصلحة فــي الــسودان. ونــحن فــي مــقالــنا الــسابــق تــناولــنا هــذا الــنشاط ولــم نـخف إعـجابـنا الشـديـد بـه، وكـتبنا أنـه عـملية سـياسـية غـير مسـبوقـة فـي تـاريـخ الـسودان الحـديـث، وذلـك مـن حـيث الـشمول والمـشاركـة الـواسـعة فـي المـشاورات، ومـن حـيث المـنهج الـعلمي الـذي اتـبع فـي عـملية الـتشاور وفــي تحــليل الـنتائج وتـلخيصها فــي تــقريــر شــامــل ومــحترم، ســلط الــضوء عــلى الاهــتمامــات الـــرئـيسية لأصـــحاب المـــصلحة، وعـــلى توجهاتهم، مـــثلما وفـــر أســـاســـا جـــيدا لمزيـد مـــن التفكير حــول مســتقبل الــعملية الــسياســية فــي الــبلاد. أمــا بــالنســبة للمرحلة الأولــى، مــرحــلة الــتدخــل الآنــي، فــقد ضــجت فــضاءات المشهــد الــسياســي بأحاديـث عــديــدة حــول مــبادرات لــتحقيق هــذا الــتدخــل، مـبادرات داخـلية وأخـرى خـارجـية، بـعضها حـقيقي، ولـكن مـعظمها مجـرد ثـرثـرات، فـيها الـبريء وفـيها المشبوه، تملأ صفحات وسائط التواصل الاجتماعي.

أعــتقد، مــن حــق الجــميع، التقدم بـمبادرات تـساهـم فـــي عـلاج أزمـــة الـبلاد. ولـــكن، الـشعب وحـــده هـــو الـــذي يحدد كـــيفية الـــتعامـــل مـــع هـــذه المـــبادرات. والـــشعب الـــسودانـــي المـــشار إليه هـــنا لـــيس مجـــرد مـــفهوم عـــام وتجـريـدي، وإنـــــما المقصود آلـية لـلتوافـق بـــــين المـكونات من أحـزاب ولجان مـقاومة ومــنظمات المــجتمع المدني والــقوى العسكرية. أمــا إذا رأى أحــد هــذه المــكونــات إقــصاء الآخـريـن وأنــه وحــده الأحـق بـاتـخاذ الـقرار، فلتسـتعد الـبلاد لأزمـة تـتطاول تجـلياتـها وتـتفاقـم ربـما حـد الحـرب الأهـلية. وأمـا كـيفية الـــتعامـــل مـــع أي مـــن المـبادرات المطروحـــة فهـــذه تـــخضع لـــعدد مـــن المعايير، الإخلال بها ســـيجهض المـــبادرة ويعجــل بــرفــضها، أو تــأتــي بــنتائــج مــعيبة، أو يــتم تــنفيذهــا بــصورة مــشوهــة لا تــعبر عــن أمــنيات وطــموحــات قـطاعـات الـشعب المـختلفة، خـاصـة الـقوى الـتي لـها الـقدح المـعلى فـي عـملية الـتغيير، وبـالـتالـي، بـدل أن تـكون المـــبادرة حلا للأزمة، تـتحول لـتلعب دورا فـــي إعـــادة إنـــتاج الأزمـــة. والمـــعايـــير هـــذه، مـــعظمها مســـتوحـــى مـــن تـجاربـنا الـعديـدة، بـما فـي ذلـك تجـربـة الـتفاوض حـول الـوثـيقة الـدسـتوريـة بـين قـوى الحـريـة والــتغيير والمــكون الــعسكري فــي الــعام 2019. أمــا المعايــير المــطلوبــة لتحــديــد كــيفية الــتعامــل مــع أي مــبادرة وردة الـــفعل تـجاهـــها، فـأعـتقد يـــجب أن تـــشمل:

أولا، أن تـــطرح المبادرة عـــلنا فـــي الـــنور ولـــيس فـــي الغرف المـظلمة، وأن تـتضمن مـعظم إن لـم يـكن كـل مـطالـب الـشارع الـتي ظـل يـقدم الـشهيد تـلو الـشهيد مـن أجـلها، مـــثل إلـغاء كـل الـقرارات الـتي صـدرت بـعد ذاك الـتاريـخ، إعـادة الـنظر فـي صـيغة الشـراكـة المـدنـية الـعسكريـة الـتي كـانـت قـائـمة، الإتـفاق عـلى إجـراءات دسـتوريـة جـديـدة يـتم بـموجـبها تـعديـل أو إلـغاء الـوثـيقة الـدسـتوريـة لـسنة 2019 المـــــعدلـــــة 2020 واسـتبدالـــــها بإتفاق دستوري جـديــد….الـــــخ. ثانـيا، أن يـــــتم بـــــحث المبادرة مع المفوضين مــن قــبل أصحاب المصلحة مــن قــوى ســياســية ومــدنــية ولــجان المــقاومــة، ولــيس مــع أي مجــموعــات أخــرى.

ثـالـثا، أي مــبادرة يــجب أن تســترشــد بــقدســية مــبادئ ومــيثاق ثــورة ديــسمبر/كــانــون الأول الــخالــدة، وقــدســية مــبدأ الــسيادة الــوطــنية ووحــدة الــتراب الــسودانــي عــلى أســاس الاعــتراف بــالــتنوع والتعدد العرقــي والـثقافـي والـديـني، وأن تـأكـد عـلى الالـتزام بـمبادئ الـديـمقراطـية وحـقوق الإنـسان كـما نـصت عـليها المـواثـيق والــعهود الــدولــية، والالــتزام بــمواصــلة تــفكيك نــظام الــثلاثــين مــن يــونــيو، بــعد إعــادة هــيكلة لــجنة “تــفكيك وإزالــة تـمكين نـظام 30 يـونـيو”، ورفـدهـا بـالـخبرات والـكوادر المـؤهـلة فـي الـتخصصات ذات الـصلة حـتى تـتمكن مـن أداء عـــملها بـــصورة ناجـزة وعـــادلـــة، مـــع تـــفعيل لـــجنة الاســـتئنافـــات لمـــراجـــعة قـــرارات الـــلجنة وفـــقا لـدرجات الـتقاضـي المـقررة قـانـونـا، والالـتزام بـتقديـم كـل الـدعـم المـطلوب لـلجنة الـتحقيق الـوطـنية الـتي تـحقق فـي جـريـمة فــــض الاعــــتصام، 2019 وتـوجـيهها لــــلإســــراع فــــي إنــــجاز مــــهمتها، والالــــتزام بـالتعجيل بـإكـمال الـتحقيق فـي الأحـداث الـتي جـرت أثـناء الـتظاهـرات الاخـيرة، وتـــقديم الـــجناة للمحاكـمة.

رابــعا، لا يـمكن بحث أي مـبادرة قـــبل تـــنفيذ كـــل الإجـراءات الضرورية لتهيئة المـناخ المـلائـم لـذلـك، والـتي تـتضمن: إطـلاق سـراح كـل المـعتقلين والمـوقـوفـين الـسياسـيين، تجـميد الـتهم الـتي طـالـت أعـضاء لـجنة إزالـة الـتمكين وإطـلاق سـراحـهم فـورا عـلى أن تـبحث هـذه الـتهم لاحـقا فـي أجـواء مـعافـاة وفـق الإجـراءات الـقانـونـية المـتعارف عـليها، رفـع حـالـة الـطوارئ وإلـغاء كـافـة الـقوانـين المـقيدة للحـريـات، الـتزام السلطات بعدم حدوث أي انتهاكات لحقوق الإنسان…الخ.

خامسا، توفير الضمانات الإقليمية والدولية. فـــي مـــقالـــنا الـــقادم، ســـنناقـــش مـــاهـــية المـــبادرة المـــلائـــمة، والتي يـــمكن أن تحدث اختراقا في الحالة السياسية الراهنة، حسب وجهة نظرنا.

نقلاً عن القدس العربي


أكمل القراءة
انقر للتعليق

اترك لنا تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اخبار السودان

متهم بالخيانة يفجر مفاجأة في المحكمة: «كنت جاسوساً للمخابرات داخل الدعم السريع»!

نشرت

في

أخبار | السودان الحرة

أم درمان – السوداني

تحولت جلسة محاكمة أمام محكمة جنايات أم درمان وسط، برئاسة القاضي أبوعبيدة الدرديري الشيخ، من قضية اتهام بالتعاون مع ميليشيا الدعم السريع إلى فصول من قصة غامضة عن عملية تجسس أمنية سرية ظلت طيّ الكتمان طوال فترة الحرب في الخرطوم. 

تعود تفاصيل القضية إلى نوفمبر 2024، عندما أعلنت ميليشيا الدعم السريع تشكيل سلطة مدنية لإدارة ولاية الخرطوم، وانتخب مجلسها التأسيسي الإجرائي نايل بابكر نايل – المنتمي إلى أسرة مك الجموعية – رئيساً له. ومع انتهاء سيطرة المليشيا على العاصمة، ألقت الأجهزة الأمنية القبض على نايل، بعد الاشتباه في تعاونه المباشر مع الدعم السريع.

غير أن مسار القضية تبدل بصورة درامية داخل المحكمة، حين فاجأ المتهم الجميع بإعلانه أن كل ما قام به كان بإشراف وتنسيق كامل مع جهاز المخابرات، مؤكداً أنه تم تكليفه بالعمل كمصدر داخل الدعم السريع للتجسس وجمع المعلومات وتمريرها للجهات الأمنية خلال فترة سيطرة المليشيا على الولاية.

طلب المتهم نايل بابكر نايل من المحكمة استدعاء شاهد يؤكد روايته، هو خالد محمد مصطفى خالد، أحد قيادات المقاومة الشعبية بمنطقة الجموعية، والمعتقل بدوره لدى احدى الاجهزة الامنية. وبالفعل، تم ترحيل الشاهد من معتقله إلى المحكمة يوم الخميس الماضي للإدلاء بشهادته في الجلسة التي اتخذت منحى غير متوقع.

وخلال الجلسة، سأل ممثل الاتهام، وكيل النيابة مولانا عبد العزيز حمزة الصديق، الشاهد عن أسباب اختفائه طيلة الفترة الماضية، موضحا أن السلطات كانت تبحث عنه دون جدوى. ليرد الشاهد أمام المحكمة بأنه معتقل لدى الاستخبارات العسكرية منذ أكثر من شهرين، من غير أن توجه إليه أي تهمة رسمية حتى الآن.

وأوضح خالد في شهادته أن المتهم كان مزروعاً داخل ميليشيا الدعم السريع بتكليف رسمي من لجنة أمن الريف الجنوبي لأم درمان، التي نسّقت بدورها مع إدارة القبائل بهيئة المخابرات العامة – ولاية الخرطوم. وأشار إلى أن الجهاز فتح ملفا خاصاً لنايل بابكر واعتبره «مصدرا معتمدا»، مبينا أنه كان يزود المخابرات بتقارير دقيقة عن اجتماعات الإدارة المدنية التابعة للمليشيا، وكشوفات الحضور، ومواقع اللقاءات، إضافة إلى معلومات تفصيلية عن تمركز قوات الدعم السريع وحركتها الميدانية في مناطق الجموعية.

وأضاف الشاهد أن العميد أمن طارق عبد الفراج، مدير أمن إدارة المجتمع بجهاز المخابرات العامة، كان المشرف المباشر على الملف، وأنه عقد اجتماعا بهذا الخصوص بحضور اللواء أمن محمد موسى وعدد من أعضاء اللجنة الأمنية، تم فيه تسليم بيانات المتهم وسيرته الذاتية لاعتماده كمصدر نشط وسط عناصر الدعم السريع.

لكن مجريات الأحداث تغيرت بعد تحرير منطقة الجموعية من قبضة المليشيا، حيث جرى اعتقال نايل بابكر بواسطة خلية أمنية مشتركة ووجهت إليه تهمة التعاون مع قوات الدعم السريع.

وفي المقابل، أنكر جهاز المخابرات العامة أي تنسيق مسبق مع المتهم، لتطفو على السطح قضية معقدة تتجاوز حدود المحكمة، وتثير تساؤلات حول مصير المصادر الذين عملوا في الخفاء خلال الحرب، بين واجبهم الوطني وشبهة التورط مع العدو.

أكمل القراءة

اخبار السودان

وضع حجر الأساس لمصانع في السودان – السودان الحرة

نشرت

في

أخبار | السودان الحرة

الخرطوم: السودان الحرة

بحسب وكالة السودان.

أعلن والي النيل الأبيض، قمر الدين محمد فضل المولى، التزام حكومته بتقديم التسهيلات اللازمة لجذب المستثمرين الوطنيين للاستثمار بالولاية في مجالات الصناعة، الزراعة والخدمات.

ووفقاً لوكالة “سونا” فإن الوالي وضع حجر الأساس لأحد مصانع الحديد بمحلية القطينة بتكلفة كلية تقدر بـ 120 مليون دولار، وطاقة إنتاجية تصل 150 طناً في اليوم.

أكمل القراءة

اخبار السودان

إيقاف وكيل وزارة الخارجية بسبب طرد موظفين من برنامج الغذاء العالمي

نشرت

في

أخبار | السودان الحرة

كتبت ـ سوسن محجوب

علمت (السوداني) أن السلطات المختصة أوقفت وكيل وزارة الخارجية، السفير حسين الأمين، عن العمل، وذلك على خلفية طرد مدير مكتب البرنامج الغذاء العالمي في السودان لوران بوكيرا ومديرة قسم العمليات سمانثا كاتراج. 

وبحسب المعلومات، فإن قرار إبعاد الموظفين تم اتخاذه دون إخطار رئيس مجلس الوزراء به.

والثلاثاء، استدعت وزارة الخارجية، الموظفين وأبلغتهما بأنهما شخصان غير مرغوب فيهما ومنحتهما مهلة 72 ساعة لمغادرة البلاد.

وأكدت الوزارة، أنّ القرار يأتي في إطار حرص الدولة على تطبيق القوانين الدولية المعمول بها، واحترام السيادة الوطنية.

ولم توضح الخارجية السودانية، ملابسات إبعاد الموظفين، لكنها أكدت أن هذا الإجراء لن يؤثر على استمرار التعاون مع برنامج الغذاء العالمي.

ونشرت (السوداني) في سبتمبر الماضي، عن دوافع أسباب استقالة وزير الخارجية السابق عمر صديق، تتعلق بتدخلات من مقربين من رئيس الوزراء قدموا برفقته من جنيف. وأشارت المصادر إلى أن رجل المخابرات العقيد نزار عبد الله، مدير مكتب رئيس الوزراء، والسفير بدر الدين الجعيفري، مستشاره، حاولا التأثير على قرارات تتعلق بتنقلات السفراء وتعيينات في بعثات خارجية. كذلك أراد الجعيفري في مرتين تغير وكيل الخارجية السفير حسين الأمين الفاضل – وهدده مباشرة بالاقالة – وطالب بإبداله بالسفير إدريس إسماعيل، نسبة لخلافات قديمة بينه وحسين الأمين حينما كان يرأس الأخير الجعيفري في احدى المحطات الخارجية. وأوضحت المصادر أن الوزير عمر صديق، المعروف بمهنيته وصرامته، رفض هذه التدخلات، مؤكداً أن التنقلات تخضع لدراسات دقيقة تجريها الأقسام المختصة بالوزارة بناءً على تقييم الأداء والكفاءة.

أكمل القراءة

ترنديج