Connect with us

اخبار السودان

رئيس المكتب التنفيذي لكيانات الشمال هيثم سيد أحمد  لـ(السوداني): لهذه الأسباب (….) طالبنا بالحكم الذاتي للإقليم الشمالي

نشرت

في

رئيس المكتب التنفيذي لكيانات الشمال هيثم سيد أحمد  لـ(السوداني):  لهذه الأسباب (….) طالبنا بالحكم الذاتي للإقليم الشمالي


حوار: ياسر الكردي

في خِضمِّ الأحداث السياسية التي تعجُّ وتضجُّ بها الساحة، ورد نبأٌ مُجلجل؛ منسوب إلى كيانات الشمال يُنادي بالحُكم الذاتي للإقليم الشمالي (نهر النيل والشمالية)، ليس ذلك فحسب، بل إن الطلب قُدِّمَ لرئيس المجلس السيادي قبل عام، والآن هُم في انتظار الرد عليه.. (السوداني) أجرت حواراً مع رئيس المكتب التنفيذي لكيانات الشمال، هيثم سيد أحمد الأمين، وسألته عن كلِّ كبيرة وصغيرة حول الموضوع، فمعاً إلى التفاصيل:

 لنبدأ من حيث انتهى طلبكم بالحكم الذاتي للإقليم الشمالي، ما الذي دفعكم لهذا المطلب الخطير؟

أولاً هذا المطلب ليس خطيراً؛ بل أصبح مُتاحاً بموجب اتفاق جوبا، وهذا خير ما فيه، حيث فتح الباب أمام كل الأقاليم  للمطالبة بذلك الحق، وقد مُنح لدارفور والنيل الأزرق، وبالتالي نحن أقدر على حكم إقليمنا .

وأفضل لنا كثيراً من تبعية المركز التي عانت منها كل أقاليم السودان.

لماذا الإصرار على هذا الطلب الآن؟

لأنَّ التجارب أثبتت في كل العالم أنه الأفضل، لا سيما في ظل ظروف السودان الحالية.

هل درستم الموضوع بكل جوانبه، أم أنها خطوة في ظلام العجلة والاستعجال؟

نعم، لقد درسنا كلاً من الانفصال، والفيدرالية، والكونفدرالية، والحكم الذاتي في ظل حكومة مركزية، فوقع اختيار أهل الإقليم على خيار الحكم الذاتي؛ لأنه يحقق آمالنا فى تنمية إقليمنا ويحفظ وحدة السودان.

هل تمت المطالبة بناء على استفتاء علمي دقيق، أم أنها خطوة مناوئة لطلب كيان الشمال بقيادة الجاكومي؟ 

الاستفتاء يتم عبر عدد هائل من التنظيمات التي قامت في الشمال، ونشاطها معلوم ومنشور في الميديا، تلك ناحية، أما الأخرى فخطوة الاستفتاء الدستورية هذه ممكنة عند موافقة الدولة على المبدأ؛ حينها يمكن تنفيذ استفتاء رسمي، وكان الأفضل إجراؤه بعد اتفاقية جوبا طالما هي قد سمحت بذلك.

لكن اتفاقية جوبا لسلام السودان سمحت بذلك لدارفور والنيل الأزرق؟

 إذن، هذا هو الكيل بمكيالين، وإلا فكيف تعطي هذا الحق دارفور، وتحرم منه الشمال والشرق.

أما عن مناوأة الجاكومي، فهذه معركة لا نريدها وليس من ورائها مكسب، ونحن منصرفون إلى  قضيتنا فقط.

يتهمكم البعض بإحداث مؤامرة باسم الشمال من خلال المطالبة بالحكم الذاتي.. ما ردكم؟

هذا اتهام بلا سند، مؤامرة ضد من؟ ولمصلحة من؟.. قلنا رأينا فى الإعلام وليس فى الخفاء وسلمنا مذكرة عبر وفد كبير من الشمال بقيادة رئيس المجلس الأعلى  لكيانات الشمال مبارك عباس لرئيس البلد، مُطالبين بالحكم الذاتي الذي مُنح لأقاليم أخرى، ولم يتهمنا أحد في أجهزة الدولة، وهي المعنية بوحدة وأمن البلد.

التاريخ والجغرافيا يُؤكدان أن حكم السودان منذ بُعَيْد الاستقلال كان شِبْه حصري على أبناء الشمال، عبود (6) سنوات.. نميري (16) سنة.. وأخيراً البشير (30) سنة، فهل ظلمكم أبناؤكم؟

أبناء الشمال حكموا ليس لأنهم أتوا من الشمال، ولا لأنهم  ينتمون إليه، بل كانوا في الحكم مع آخرين من

كل السودان.. لم يكن الحكم حصراً للشمال بقدر ما كان حصراً للتعليم، أبناء الشمال تعلموا باكراً لظروف معلومة منها الحياة المدنية المستقرة في الشمال، فالبداوة تحول دون التعليم، وهذا شيء معلوم وبديهي.. خُذ مثالاً آخر أبناء الغرب وخاصة دارفور، كانوا حكام السودان في المهدية، فمعظم الأمراء  وقادة الجيش منهم، لماذا؟ لأنهم آمنوا بالمهدية وأتبعوها بأعداد هائلة، رغم أن بقية السودان كانوا في المهدية، ولكن ليس بنفس القدر من المشاركة.

ما هي مآخذكم على اتفاق جوبا لسلام السودان؟

اتفاق جوبا لم يُطلب منا المشاركة فيه، ومن تم اختيارهم أو شاركوا فيه ليست لهم شرعية أو حق تمثيل، إنما كانت مسرحية سيئة الإخراج والتمثيل؛ ولذلك لم توافق عليه جماهير أي ولاية، ثم إنه لم يخاطب  قضايا الشمال الحقيقية، بل مضى في السطو على موارده وحقه في المشاركة في السلطة، أما من حيث إنه اتفاق سلام أوقف الحرب في بعض المناطق، فهذا مطلوب، والسلام أفضل من الحرب، لكن بكل أسف ما زال القتل يرفع راية شؤمه في دارفور، منذ توقيع السلام ولم يتوقف، وبالتالي هذا السلام منقوص، وعلى أهل السودان أن يبحثوا عن اتفاق يعتق رقابهم من الموت.

طيِّب ما الذي منعكم من إبداء رأيكم فيه يوم توقيع الاتفاق بجوبا؟

أولاً الاتفاق اشتمل على عيوب قبل أن يبدأ، منها أنه لم يسبقه مؤتمر دستوري، ولا عملية إحصاء شاملة للموارد والتنمية وحجم دمار الحرب وخسائرها البشرية والمادية. هذه الأعمال تسبق الجلوس، ومن ثم يتم اختيار الممثلين عبر آلية سليمة.

لماذا لم تنطقوا بذلك قبل الاتفاق؟

جاهرنا بآرائنا كأجسام شمالية منذ إقحام الشمال في المفاوضات، وكنا في ذلك الوقت تنظيمات متفرقة، ولكن بعد توقيع السلام، ورفض الجميع لمسار الشمال، استشعرنا الخطر وتوحدنا في جسم واحد هو

المجلس الأعلى لكيانات الشمال، وهو تنظيم مفتوح الآن لجميع أبناء الشمال الراغبين في تنمية وتطوير

الإقليم.

*إذا كان الجكومي قد وقع مسار الشمال بلا تفويض من أهل الإقليم فمن فوضكم أنتم للمطالبة بالحكم

الذاتي؟

 

إذا كان الجكومي بمفرده وقَّع باسم الشمال دون تفويض، هل ننتظر نحن – عدة أجسام- لتفويضنا، أو نستأذنه هو للحديث باسم الشمال؟ نحن فوضتنا تنظيماتنا، وقواعدنا، ومسؤوليتنا الوطنية تجاه الإقليم.

هنالك من يقولون إن الجاكومي من أشرس مناضلي الشمال ضد الإنقاذ، ويستدلون بأن الرجُل لم يخرج

من سجونها، إلا بعد سقوطها.. ما تعليقكم؟

لا يهمنا نضاله، ولا من سمحوا له بأن يكون قيادياً في اتحاد الكرة، ما يهمنا هنا هو فساد تمثيله، وفساد ما جاء به.

ذكرتم في تصريحات سابقة أن الدعوة التي أطلقها مبارك عباس للحكم الذاتي للشمال مسنودة برغبة شعبية فما دليلكم؟

دليلنا هو التفاعل الكبير الذي وجدته الدعوة منذ تسليم المذكرة، وكذلك التجاوب من كل أبناء الشمال حتى المهاجرين منهم خارج الوطن أو داخله في كل أنحاء السودان..

فالحكم الذاتي حلم وحق يعلم أهل الشمال أهميته وضرورة تحقيقه.

 رفعتم المطالبة بالحكم الذاتي منذ عام فماذا حدث فيها؟

لم يأتِ الرد الرسمي على المذكرة، فكما تعلم أن الكثير من القضايا المهمة لم يتم حسمها لخللٍ سياسيٍّ واضح في تركيبة وطريقة الحكم، فالدولة لم تستقر منذ توقيع السلام وحتى الآن، والاتفاق نفسه كان محكوماً بجداول زمنية للتنفيذ، لكن أهم وأغلب بنوده لم تنفذ حتى الآن، وعلى رأسها  الترتيبات الأمنية.

إذا رفض رئيس المجلس السيادي طلبكم فما هي الخطوة التالية بالنسبة لكم؟ .

تسليم المذكرة كان خطوة أولية للفت نظر القيادة، والمذكرة نفسها شرحت وفصّلت أسباب المطالبة بالحكم  الذاتي، وتنفيذ الحكم الذاتي من عدمه تحكمه قوانين محلية ودولية، وهو حق منحته اتفاقية السلام  لبعض المناطق، ولا يمكن حرمان مناطق أخرى منه. أما سؤالك عن الخطوة التالية فعند الرد على طلبنا سيكون وقتذاك لكل حادثة حديث، بمعنى أننا سنرُدُّ بما نراه مناسباً، فنحن لسنا في حالة حرب مع الدولة.

تربطون رفض طلبكم بالحكم الذاتي بهضم حقوق الشمال ونهب ثرواته وأراضيه كيف ذلك؟

ولايتا الشمالية ونهر النيل من أكثر الولايات المنتجة للذهب في السودان، ولكن مواطن الولايتين فقير إلى أبعد الحدود، وهذه الموارد الهائلة لا تنعكس على الخدمات لا في الصحة، ولا التعليم، ولا الطرق، ولا الكباري، ولا حتى في الزراعة، وكل موارد الإقليم تذهب للمركز، ولا تعود على الناس في الإقليم بأي خدمة، حتى الاستثمارات في أراضي الإقليم تذهب لجهات أجنبية عن طريق المركز، وأغلب الإاستثمارات الكبيرة لا تهتم حتى ببند المسؤولية المجتمعية تجاه إنسان الشمال.

 

المتابع يجد أنكم تقلّلون من شأن كيان الشمال وقاعدته، وتراهنون على طلبكم بالحكم الذاتي، من أين تستمِّدون هذه الثقة؟

نحن لم نُقلّل من كيان الشمال، ولا من مكانة أي شخص أو كيان، وكل من يستطيع أن يسترد حقاً ضائعاً لأهل الإقليم الشمالي يجد منا الدعم، ولكن نرفض أن يتجوّد أو يتبرّع أي شخص أو كيان بحقوق الشمال للآخرين.

لماذا تصفون الجاكومي بالشخص المصدوم والمعزول لمجرد أنه اختلف معكم في وجهة نظر؟

هو لم يختلف معنا في وجهات النظر فقط، بل أطلق إساءات واتهامات  شخصية بحق قيادات المجلس الأعلى لكيانات الشمال، ووصفهم بأنهم غير مؤهلين أخلاقياً، وهذا حديث خطير، ونحن طيلة الفترة الماضية كنا نرفض مسار الشمال، ونتحفظ على بعض بنود اتفاق السلام، وكما قلت لك ليست لدينا مشكلة شخصية مع أي مواطن من الشمال.

وبالنسبة للجاكومي نحترم رأيه كأحد أبناء السودان، ونعلم أن أصوله من شمال السودان، لكنه غير مستقر

في الإقليم منذ سنوات طويلة جداً، وبالتالي معرفته بالواقع الفعلي وحاجات إنسان المنطقة ليست كاملة.

تقولون إن مجلسكم الأعلى يتكون من أجسام معروفة ومعترف بها لولايتي الشمالية ونهر النيل وكأن كيان الشمال نكرة لا يعرفه أحد؟

(الموية تكضب الغطاس) ليس لي ما أقوله، غير أن الأمر سيتضح يوم يأتي الماء.

هنالك اتهام ُموجّه لكيانكم بأنه ينفذ أجندة المؤتمر الوطني؟

(رمتنى بدائها وانسلّت)، هذا هو ردّنا على من يرموننا بهذا الاتهام.. أما نحن فنعلمُ جيداً كما يعلم الجميع أن المؤتمر الوطني هو أكثر من هضم حقوق الشمال خلال الثلاثين سنة الماضية، هذا الحزب أعلى من شأن عضويته وقياداته وأهمل الشمال على كل الأصعدة.

إذا تحقق طلبكم بالحكم الذاتي فكيف ستكون علاقاتكم مع إسرائيل؟

سؤال ملغوم، لكن على كل حال أقول لك إنَّ نظام الحكم الذاتي لا يشمل مستوى العلاقات الخارجية. فالجيش والخارجية والسياسة الاقتصادية الكلية والعُملة والعلم، كل تلك المسائل من صميم الأعمال السيادية.

سؤال أخير إذا طلبنا منكم رؤية شاملة لحكم السودان ماذا تقولون؟

رؤيتنا لحكم السودان، هي أولاً: الديموقراطية تُعتبر الطريق الأمثل لحكم هذا البلد، وذلك لقفل طريق الحكم الشمولى نهائياً،

ثانياً: يتم ذلك عبر مؤتمر دستوري وجمعية تأسيسية تضع دستوراً دائماً.

ثالثاً: الحكم الذاتي أنسب من الكونفدرالية المنقوصة أو ما نُسمِّيه خطأً بالحكم الاتحادي.

فالسودان بلد شاسع واسع، متباين وغني، لكن الناظر لحاله بتأنٍّ يجد أن نسبة التعليم ما زالت متواضعة، أيضاً هو مهدد بهجرات مفتوحة من دول الجوار ما يجعل هوية البلد في مهبِّ الريح.

لكل هذا وذاك يجب أن نُعطي أهل هذه الأقاليم الفرصة ليجتهدوا فى تنمية أقاليمهم وتحقيق رفاه أهلها.



أكمل القراءة
انقر للتعليق

اترك لنا تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اخبار السودان

السودان..انضمام قوّة من العدل والمساواة لتحرير السودان – السودان الحرة

نشرت

في

أخبار | السودان الحرة

الخرطوم: السودان الحرة

للقتال إلى جانبها ضد ميليشيا الدعم السريع.

أعلنت حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، عن انضمام مجموعة منشقة من حركة العدل والمساواة بقيادة سليمان صندل إلى صفوفها

أكمل القراءة

اخبار السودان

النائبة العامة: السودان طالب بإنهاء بعثة تقصي الحقائق لثقته بجهازه القضائي المستقل

نشرت

في

أخبار | السودان الحرة

بورتسودان – السوداني

وصلت صباح اليوم إلى مطار بورتسودان، النائبة العامة ورئيس اللجنة الوطنية للتحقيق في الجرائم والانتهاكات، انتصار أحمد عبد العال. وفي تصريح صحفي عقب وصولها، أعلنت أن السودان طالب رسمياً بإنهاء عمل بعثة تقصي الحقائق التابعة لمجلس حقوق الإنسان، مؤكدة أن وجود جهاز قضائي مستقل وقدرة الدولة على إجراء محاكمات عادلة يغني عن استمرار عمل البعثة.

وأوضحت النائبة العامة أن وفد السودان قدم خلال الدورة الحالية لمجلس حقوق الإنسان، بياناً شاملاً يعكس التزام الدولة بسيادة القانون وحماية حقوق الإنسان. واستعرض البيان، الجهود الوطنية لمعالجة الانتهاكات، مع التركيز على الجرائم الجسيمة التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع، بما في ذلك العنف الجنسي، التهجير القسري، جلب المرتزقة، الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. وأشارت إلى أن هذه الانتهاكات وثّقت بدقة من خلال إحصاءات وإحالات جنائية.

وأضافت أن اللجنة الوطنية تواصل متابعة هذه الانتهاكات، حيث تجري تحقيقات في قضايا قيد التحري وتحيل أخرى إلى المحاكم، في إطار عمل قضائي مستقل وعادل يعزز سيادة السودان على أراضيه. كما دعا البيان السوداني المجتمع الدولي إلى الضغط على دولة الإمارات لوقف دعمها للمليشيا المتمردة، والتصدي لعمليات تجنيد وتدريب المرتزقة.

وأشارت إلى أن وفد السودان التقى رئيس مجلس حقوق الإنسان، حيث قدّم بيانات وأرقاماً دقيقة حول الانتهاكات، وحُظي بإشادة رئيس المجلس بجدية مشاركة السودان. كما عقد الوفد، اجتماعاً مع المفوض السامي لحقوق الإنسان، ناقش خلاله تفاصيل البيان والإجراءات المتخذة، وأثنى المفوض على جهود اللجنة الوطنية في إعداد تقارير مفصلة.

وختمت النائبة العامة، تصريحها بالتأكيد على التزام السودان بتطبيق العدالة وفق القوانين الوطنية، معربةً عن ثقتها في قدرة الجهاز القضائي على التعامل مع الانتهاكات بكفاءة ونزاهة.

أكمل القراءة

اخبار السودان

تحالف خطير.. كييف تُسَلِّح الدعم السريع وتسير نحو الاعتراف بتأسيس!

نشرت

في

أخبار | السودان الحرة

📸 صورة تخيليلة تجمع بين الرئيس الأوكراني زلينيسكي وقائد الميليشيا دقلو 📸

قدم عمار أمون دلدوم، وزير الخارجية المعين حديثاً لما تسمى حكومة (تأسيس) الجناح السياسي لميليشيا الدعم السريع المتمردة، تقريراً في الاجتماع الأخير للمجلس الرئاسي المزعوم، حول ما أسماه “خطوة نحو الاعتراف الدولي”. حيث ان ممثلي التحالف عقدوا اجتماعاً في الإمارات العربية المتحدة مع دبلوماسيين أوكرانيين.

ووفقاً للمعلومات الواردة، فقد عُقد الاجتماع في أبو ظبي في وقت سابق مطلع الأسبوع الماضي برعاية تحالف (تأسيس) الذي يتزعمها قائد الميليشيا محمد حمدان دقلو دقلو. وأفادت التقارير أن الوفد الأوكراني كان بقيادة السفير ألكسندر بالانوتسا، وهو دبلوماسي متمرس ذو علاقات في جهاز الأمن في كييف. تلك المحادثات، التي وُصفت بأنها مثمرة للغاية، تركزت على تشكيل شراكة استراتيجية تعمل على تعزيز مستوى العلاقات القائمة بين ميليشيا الدعم السريع وأوكرانيا.

ويرى المراقبون والخبراء أن جدول الأعمال الرئيسي لذلك الاجتماع ركز على مسألتين رئيسيتين “اعتراف أوكرانيا الدبلوماسي بحكومة تحالف (تأسيس) كسلطة شرعية في السودان، وتوسيع المساعدات العسكرية من كييف”. لا تزال ميليشيا الدعم السريع تسيطر على مساحات شاسعة من الأراضي في غرب السودان، بما في ذلك المناطق الغنية بالموارد، لكنها تفتقر بشكل كبير إلى الشرعية الدولية، مما يحد من وصولها إلى الأسواق العالمية والقنوات الدبلوماسية.

فيما يلي أوكرانيا فيقول المحللون إن أوكرانيا تدرس بجدية مسالة الاعتراف الرسمي بالحكومة التي أعلن عنها تحالف (تأسيس) مقابل ان تقوم بخلق سوق سوداء لتصدير الذهب والمعادن الأخرى المتوفرة في الأراضي التي تسيطر عليها ميليشيا الدعم السريع، وهذه الخطة هي صفقة يمكن أن تغذي خزينة كييف المستنزفة في ظل الصراع الدائر. حيث ترى الدوائر الأمنية والدبلوماسية الإماراتية الأمر بمثابة مقايضة كلاسيكية، فالسلاح والدبلوماسية مقابل المواد الخام، حيث يمكن تجاهل العقوبات الدولية والمعايير الإنسانية.

والأكثر إثارة للقلق هو أن المحادثات ركزت ايضا على زيادة إمدادات الأسلحة إلى الدعم السريع قُبيل الهجوم الضخم المخطط له على الفاشر، عاصمة شمال دارفور.

ومن المعروف أن أوكرانيا المتفاخرة بصناعتها الدفاعية القوية، تزود ميليشيا الدعم السريع بالمدربين والأسلحة، بما في ذلك مسيرات وذخيرة. يقول الدكتور أحمد خليل، الخبير في شؤون السودان في معهد الشرق الأوسط في واشنطن: “هذا ليس مجرد شكل من اشكال التضامن، بل هو تبادل للمنافع، تحتاج أوكرانيا إلى حلفاء يمكنهم تشتيت الانتباه عن مشاكلهم، وميليشيا الدعم السريع ترى في كييف مصدرا للدعم الذي هي في أمس الحاجة اليه”.

يقول المراقبون إن الاجتماع هو مجرد خطوة واحدة في سلسلة من اللقاءات الدولية التي تعد لها ميليشيا الدعم السريع بهدف الحصول على الاعتراف الدولي وتوقيع الاتفاقيات الدفاعية؛ لتعزيز استعداداتها لشن هجمات متعددة بعد انقضاء موسم الأمطار.
ويدعو الخبراء وزارة الخارجية السودانية إلى عدم تجاهل المشكلة، بل حسم جميع المشاركين في تلك المحادثات مع ممثلي ما يسمى بالحكومة في المناطق التي تحتلها الميليشيات.

أكمل القراءة

ترنديج