بدأت لله الحمد والمنة، بشريات توافد المنح الخارجية على السودان بإعلان الحكومة الصينية تخصيص مبلغ 200 مليون يوان لصالح الخدمات كالصحة والتعليم.
كما رصد بنك التنمية الأفريقي مبلغ 93,6 مليون دولار لمكافحة انعدام الأمن الغذائي الحاد ببعض الولايات.
كلنا يعلم أنّ الحرب وغيرها من العراقيل السياسية كانت سبباً في حرمان السودان طيلة الأعوام الماضية من الاستفادة من مبادرة الهيبيك والتي استوفى شروطها كافة ومن القروض والمنح التي تسهم في حل المشاكل الاقتصادية وأبرزها توفير النقد الأجنبي لشراء السلع الضرورية كالقمح والدواء والوقود.
لذلك، لا بُـدّ من تهيئة أرضية جاذبة لاستقطاب المزيد من المنح خلال الفترة المقبلة لإعانة البلاد واقتصادها على التعافي من آثار الحرب المدمرة التي قضت على أكثر من 60% من البنى التحتية، وكبّدت البلاد خسائر تجاوزت الـ200 مليار دولار في العامين الماضيين من الحرب.
غير أنّ المحك هنا هو مدى جدية السلطة التنفيذية في الالتزام بتوظيف المنح للأغراض التي منحت من أجلها، وعدم توجيهها لأي بنود صرف أخرى أو إدخالها في الجيوب كما كان يحدث في السابق، ما أفقد ثقة الجهات المانحة في السودان، ودفعها للتلكؤ في الإيفاء بوعودها تجاهه وحرمان الشعب السوداني من الاستفادة منها.
آمل أن تهتم حكومة الأمل القادمة ورئيس الوزراء د. كامل إدريس بعد الفراغ من “دوشة” توزيع الحقائب الوزارية بعقد سلسلة من الجولات الخارجية بما فيها مؤسسات التمويل الدولية نفسها، لإقناعها بأهمية تقديم الدعم اللازم للبلاد أو المساهمة والاستثمار في مشاريع إعادة الإعمار، وتوجيه السفراء والملحقين الاقتصاديين بالسفارات الخارجية ببذل جهود أكبر مع حكومات الدول لتحقيق ذلك الهدف.
موازنة أخيرة:
سؤالٌ مشروعٌ لبنك السودان ولجنة استبدال العملة: هل أُبيدت العملة المُستبدلة في محرقة الولايات التي لا تزال سارية فيها حتى الآن؟ محن…
والله المستعان.
halahamza622@yahoo.com