أخبار | السودان الحرة

أم درمان – السوداني

في تطور لافت، أصدر وكيل أول نيابة كرري أمراً بالقبض على ضابطين في الاستخبارات العسكرية بالجيش السوداني، على خلفية اتهامات بالخطف والاعتقال غير المشروع بحق المواطن خالد محمد مصطفى سليمان، أحد قيادات لجان المقاومة الشعبية بمنطقة الجموعية جنوبي أم درمان.

تعود تفاصيل القضية إلى بلاغ تقدمت به شقيقة خالد إلى قسم شرطة مدينة النيل بأم درمان عقب اختفائه المفاجئ في 17 أغسطس الماضي. وقد أصدرت الشرطة نشرة جنائية بخصوص المفقود، وعممتها على أقسام الشرطة في البلاد، إلا أن الردود جميعها أكدت أن خالد المصطفى غير موجود ضمن أي من سجلات التوقيف أو الاحتجاز.

وبعد شهر كامل من الاختفاء، تلقت الشاكية معلومات تفيد بأن شقيقها اختطف برفقة اللواء معاش عبد الباقي الحسن بكراوي، على يد قوة تتبع للاستخبارات العسكرية يقودها ضابطان معروفان، هما (الرائد م ح ه) و (النقيب ه ع أ)، وذلك بحضور شهود عيان أدلوا بأقوالهم أمام النيابة.

عقب هذه التطورات، خاطبت نيابة كرري إدارة الاستخبارات العسكرية رسميا لإحضار الضابطين للتحقيق، غير أن الأجهزة العسكرية لم تستجب رغم مرور أسبوعين على الخطاب.

عندها قرر وكيل النيابة تحويل البلاغ من المادة (47) من قانون الإجراءات الجنائية إلى المادتين (162) و(165) المتعلقتين بجريمتي الخطف والاعتقال غير المشروع، اللتين تصل عقوبتهما إلى السجن عشر سنوات أو الغرامة أو كليهما.

لكن ما يزيد من تعقيد القضية أن خالد محمد مصطفى سليمان ليس شخصية عادية، فقد ورد اسمه في أكثر من محاولة انقلابية خلال العقد الماضي، بدءا من المحاولة التي اتهم فيها العميد محمد إبراهيم عبد الجليل “ود إبراهيم” في نوفمبر 2012 ضد نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، وانتهاء بمحاولة اللواء عبد الباقي بكراوي في سبتمبر 2021م، حيث صدر في مواجهته أمر قبض لم يتم تنفيذه لانه غادر إلى خارج السودان.

ومع اندلاع الحرب في منتصف أبريل 2023، عاد خالد إلى الواجهة بانضمامه إلى المقاومة الشعبية، ولعب دوراً بارزاً في تحرير منطقة صالحة بأم درمان، إذ نفذ عمليات ميدانية بالتنسيق مع قادة في الجيش أسهمت في طرد ميليشيا الدعم السريع من المنطقة.

وتأتي هذه الخطوة غير المسبوقة من النيابة في وقت تشهد فيه البلاد تزايد الشكاوى من انتهاكات تنسب إلى الأجهزة الأمنية والعسكرية في ظل الحرب المستمرة، مما يجعل من قضية خالد المصطفى اختباراً جديداً لاستقلال النيابة العامة وقدرتها على مساءلة المتورطين مهما كانت مواقعهم.

أخبار | السودان الحرة

القاهرة – السوداني

ترأس معالي وزير الزراعة والري السوداني، البروفيسور عصمت قرشي، وفد السودان في الاجتماع الوزاري المشترك الثالث لوزراء المياه والزراعة العرب، الذي عُقد اليوم بالقاهرة، بتنظيم مشترك من الأمانة الفنية للمجلس الوزاري العربي للمياه والمنظمة العربية للتنمية الزراعية، وبمشاركة وزراء الزراعة والمياه العرب. 

واستعرض الوزير قرشي الأوضاع الصعبة التي يمر بها السودان جراء تمرد الميليشيات الإرهابية، التي دمرت العديد من مواقع ومشاريع الإنتاج الزراعي، واستهدفت شبكات الري ومخازن الإنتاج. وأكد أن الدولة السودانية، بدعم من الأشقاء العرب وبيوت الخبرة والمنظمات الدولية، نجحت في تحقيق فوائض إنتاجية كبيرة خلال الموسم الصيفي، من خلال تنفيذ الخطة الوطنية لنظم الغذاء والتغذية. واستهدفت الخطة تعزيز الإنتاج المحلي، تحسين التغذية، ودعم المشاريع الزراعية بتوفير البذور والأسمدة والوقود، مع التوسع في الزراعة المطرية والمروية.

وأشاد الوزير بدور المنظمة العربية للتنمية الزراعية، ومنظمة الأغذية والزراعة (FAO)، وبرنامج الغذاء العالمي في تقديم الدعم الفني للمزارعين السودانيين، مؤكداً أن هذه الجهود تشكل أساساً لاستدامة القطاع الزراعي. ووجه دعوة للدول العربية لدعم مساعي السودان في إعادة تعافي القطاع الزراعي، بما يعزز عملية إعادة الإعمار ويحقق الاستقرار الغذائي.

ناقش الاجتماع توصيات اللجنة الفنية المشتركة رفيعة المستوى، وتجارب التنسيق بين قطاعي المياه والزراعة، بالإضافة إلى تأثيرات تغير المناخ وسبل تحسين الإنتاجية. كما هنأ الوزير قرشي مصر على نجاح فعاليات أسبوع القاهرة الثامن للمياه، مشيداً به كمنصة دولية لتبادل الخبرات في إدارة الموارد المائية. وأثنى على جهود وزارة الموارد المائية والري المصرية في تقديم رؤى استراتيجية لتطوير القطاع، مؤكداً أن هذه الجهود ستعزز التكامل العربي.

وأكد الوزير على أهمية الأمن الغذائي والمائي كجزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي، مشيداً بجهود جامعة الدول العربية والمنظمة العربية للتنمية الزراعية في تعزيز التنسيق بين القطاعات. كما أشاد بالشراكة مع منظمة (FAO) ومنظمة الإسكوا، معرباً عن ثقته في تحقيق هذه الشراكات مزيداً من التقدم للمنطقة العربية.

وأعرب الوزير عن تقدير السودان لجهود الخبراء في اللجنة الفنية المشتركة لمتابعة تنفيذ خطة عمل إعلان القاهرة، وتعزيز استخدام الموارد المائية غير التقليدية، ومواجهة تحديات تغير المناخ عبر مبادرات مبتكرة تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتطبيقات التكنولوجيا في المياه والزراعة.

أخبار | السودان الحرة